احدث الاخبار

حادث انفجار محطة سكة حديد مصر ٢٠١٩

حادث انفجار محطة سكة حديد مصر ٢٠١٩ ، بهذا العنوان استيقظ الشعب المصري ومر اليوم حزينا على سماء مصرنا.
حادث انفجار بمحطة سكة حديد مصر ٢٠١٩
حادث انفجار بمحطة سكة حديد مصر ٢٠١٩

حادث انفجار محطة سكة حديد مصر ٢٠١٩

كتبت/ إيمان أبو الليل
ظل حادث محطة سكة حديد مصر وسط العاصمة وتحديدا في ميدان رمسيس، المنطقة الأكثر ازدحاما في مصر كلها، يراوغنا طيلة اليوم فقد كانت الكارثة والطآمة الكبرى بوقوع هذا الحادث الأليم، شاهدنا تفاصيل ما حدث كفيلم مرعب للكبار فقط، ما استطاع كل من رآه تصديق ما يحدث وشعر الجميع وكأننا في تلاطم كابوس نريد أن نستيقظ منه ولا نستطيع ولا  أحد استطاع أن يقاوم أمام المشهد اللا منطقي وما أكثرها تلك المشاهد في مصر ، فقلبي كاد أن ينخلع وعقلي بينه وبين الجنون شعرة_كما يقال- وبعد صراع ومجاهدة مع نفسي قررت أن أفند ما حدث وأتساءل: لماذا مات هؤلاء الأبرياء؟! بل لماذا قتلوا حتى أكون دقيقة التعبير؟.
حادث انفجار محطة سكة حديد مصر، المشهد به من التناقضات ما يجعل كل ذي عقل وضمير أن يصرخ، أيا كانت تلك الصرخات، المهم أن نصرخ وصرخاتي اليوم هي تلك التفنيدات ولنراجع معا المشهد وكأنه سيناريو لفيلم أكشن أو فيلم رعب، انفجار شديد داخل محطة مصر، أناس يهرولون في كل اتجاه وهم مشتعلون كالجمر وألسنة اللهب تأكل أجسادهم الحية، ثم أشلاء متناثرة في كل مكان، مشهد مرعب ومؤلم، وكل كاميرات المراقبة والتي نحمد الله أنها ولأول مرة في حادث مروع كهذا نجد كل الكاميرات تعمل، ولم يخرج علينا مسؤول يقول بأنها معطلة، ويبدو أنه انجاز بالنسبة لنا وليس هو بالأمر الطبيعي، سجلت كاميرات المراقبة داخل محطة مصر وخارجها الحدث بكل تفاصيله، وبعد إخماد النيران وبعد تفحم وتصفية جثث البشر وبعد لم الأشلاء، جاء المسؤولون ببيان نتيجة تفريغ تسجيل إحدى الكاميرات وحللوه بأنه شجار بين سائق الجرار المنفجر والمتسبب في الحادث وبين زميل آخر له، وسيتم البحث عن السائق والذي قيل أنه هرب، ثم أعلنوا أنه تم القبض عليه، وجميعنا انتظرنا التفاصيل في ظل أجواء من التوتر والانهيار النفسي، وتلونت سماء مصر بالحزن والقهر على أنفسنا التي تبدوا رخيصة في عين الحكومات التي تتوالى علينا ونعم أنا أقصد لفظ (عين) الحكومات وليست و(أعين) لأن من الواضح أن كل الحكومات تنظر إلينا بعين واحدة، وبين لحظة وأخرى أعلن وزير النقل هشام عرفات عن تقديم استقالته لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي ، وتم قبول الاستقاله، إستقالة سياسية لها مدلول ربما افتقدناه منذ زمن، وفي المساء خرج علينا السائق المتهم من خلال برنامج للاعلامي وائل الابراشي، وبمنتهى اللا مبالاة قال:” أنا آسف، آسف لأهالي الضحايا”، وبدأ بسرد ما حدث حسب روايته بأنه كان يتشاجر مع زميل له ولأن الجرارات في المحطة متهالكة فما استطاع التحكم في الجرار الذي فلت منه وفلتت فرامله فانطلق كقنبلة موقوتة واصطدم برصيف رقم ٦، وانفجر، ثم أعلن أنه لاذنب له لأن الآلات كلها لا تصلح للاستخدام الآدمي، وطلب متحديا أن يأتون بخبير يكشف على الجرارات والآلات الموجودة في محطة مصر وستعلمون أنها لا تصلح.
وعلى الجانب الأخر خرج المتحدث الرسمي لوزارة النقل من خلال برنامج (كل يوم) ليقول بأن الوزارة تقوم بتدريب عمال التشغيل والسائقين في معهد دولي وعلى أعلى مستوى.
وهنا السؤال: كيف أن عمال التشغيل والسائقين تلقوا أحدث التدريبات في معهد عالمي وتحدث كارثة كهذه وهي ليست الأولى في مجال النقل والمواصلات ؟
التاريخ يا سادة يصرخ ويستصرخ ضمائركم، فحوادث القطارات سلسلة وانفرط عقدها منذ عام ١٩٩٣ في حادث قطارين شمال القاهرة، وعام١٩٩٥،وهكذا مرورا بأعوام ١٩٩٧،١٩٩٨،١٩٩٩،٢٠٠٢،٢٠٠٦،٢٠٠٧،٢٠٠٩،٢٠١٢،٢٠١٣،٢٠١٧،٢٠١٨،وأخرهم ٢٠١٩يوم ٢٧ فبراير الحالي حادث انفجار تانك الجهاز الخاص بالجرار عند اصطدامه بالحاجز الاسمنتي.
ألم نتعلم من كل تلك الحوادث فنطور من منظومة قديمة بالية ومتهالكة؟! أم أن الإنسان المصري دمه رخيص من وجهة نظر حكوماتنا؟ نريد إجابة ونريد تحرك سريع ونريد تجديد وتطوير لكل مرافقنا، وكان الأجدر من إنفاق المليارات في مدن جديدة ومساجد عريقة وكتادرائية واعلى برج وهكذا، كان الأهم والضروري والأساسي أن أرمم وأجدد البيت من الداخل، لا أن ابني صرحا اسطوريا على جدران بيت متهالك، فيسقط ويقتل أبناء هذا البيت، دم من قتل في رقبة كل مسؤول من أكبرهم لأصغرهم وسيحاسبون أمام الله عن كل قطرة دم سالت على أرض مصر ظلما وقهرا وإهمالا، والمحزن في الأمر أن مصر مازال بها مخربين وحاقدين قاموا على الفور وكأنهم (ريبوت )أو إنسان آلي ترجمت أفكار عقله على ردة فعل واحدة ويرددها كالببغاوات دون تفكر للأسف، فقال بعضهم بأن جماعة الإخوان المحظورة هي من فعلت لأن السائق من كرداسة وهو اخواني، والبعض الأخر ترجم الحدث على أنه تم قبل انطلاق هاش تاج مش لوحدك لتعكير صفو الحياة السياسية، والبعض ترجمه على انها سياسة( بص العصفورة) ، وتاه بين كل هؤلاء وجع قلوب أهالي فقدوا فلذات أكبادهم، ضاع المصري الذي رأيناه يجري محترقا وألسنة اللهب تنهش لحمه، تاه ذاك القلب النابض الذي فجرته أصابع الإهمال ، ونعاود لنسأل : إلى متى؟!
اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.