أراء وقراءات

زمن الغدر والكذب والخيانة

بقلم / حسان أبو جازية

من المؤسف أن نقول بأن غالبية البشر في هذا الزمان أصابتهم الأنانية المفرطة والجشع والطمع الذي غطي علي كل شيء في حياتهم . وقد أثر ذلك سلبا على استقرارهم وجعلهم يعيشون في معاناة وفوضي واضطراب وفقدان توازن وعدم الشعور بالاطمئنان.  فأصبحت حياتهم غير هادئة وسعيدة بالرغم من وجود كل مقومات الراحة والترفيه .

هناك تصور لدى الكثيرين أنه لم يعد كافيا لكي يعيش الانسان ويبقي أن يكون قويا فقط . وأصبح البقاء في أفكارهم المريضة يتطلب أن يكون الواحد منهم أكثر خيانة وغدرا وكذبا ونفاقا واكثر جدلا واكثر سفالة ووقاحة . وللاسف يظنون الكثير من الناس انها الأسلحة المناسبة التي يستخدمونها  في محاربة غيرهم من أجل ضمان البقاء.

وبسبب هذه التصورات المريضة فقد المجتمع الأمن والأمان ولا استغراب أننا لا نشعر بالاستقرار، بعد انقلاب القيم والمعايير وأصبح الكذابون في نظر المجتمع هم الصادقون وفي نظر الناس هم المؤتمنون ، ويعيش بيننا اللصوص والحرامية  واصبحوا هم الموثوق بهم.

أصبحنا نعيش في زمن الكذب والغدر والخداع والنفاق  ، زمن انقلاب الأمور  ، زمن تغيرت فئة الالوان  وأصبح فئة الابيض شديد السواد وأصبح السواد ناصع البياض  ، زمن اصبح فيه الصادق كاذبا والكاذب مصدقا وأصبح فيه الخائن أمينا والأمين خائنا.

كل هذا الشقاء لم يحدث لنا من فراغ بل أنه حدث فعلا بسبب خلو القلوب من الايمان الحقيقي بالله  سبحانه وتعالي  , وبسبب بعدنا عن الله وعن ديننا وبسبب اقترابنا الدائم من الشيطان واعوانه من شياطين الانس والجن وتنفيذ أوامرهم ووسستهم. فبالله عليكم قولوا لي كيف أن نكون صادقين مع أنفسنا  ومع من حولنا  في حين أننا لم يعد نعرف الله ولم نعد صادقين معه.

ولا حل سوى العودة الى الله والالتزام بمبادئ ديننا الحنيف ويكفينا الالتزام بحديث واحد لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كي نحل كل ازماتنا .  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ، رواه البخاري ومسلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.