سياحة و سفر

جزر المالديف.

من قرأت ا. د/نادية حجازي نعمان

جزر المالديف دولة مسلمة تقع في المحيط الهندي .. وهي مجموعة جزر صغيرة يبلغ عددها 1190 جزيرة .. والمأهول منها 200 فقط .. اسم عاصمتها ماليه .. كانت محمية بريطانية واستقلت في عام 1965 م .. يبلغ عدد سكانها 309 ألف نسمة كلهم مسلمون . ..
ونظام الحكم فيها جمهوري، ورئيسها يُعيّن من قبل البرلمان، ويكون التصويت للمسلمين فقط، ودستورها ينص على أن جميع مواطنيها يجب أن يدينوا بديانة الإسلام، وبالتالي فإن الشخص الذي يرغب أن يكون مواطناً فيها عليه أن يكون مسلمًاً، ويُمنع أن يكون أي شخص غير مسلم مواطنًاً فيها، كما يشير دستورها إلى أن مبادءها الجمهورية هي المبادىء الإسلامية ..

ويقوم رئيس الدولة بإلقاء خطبة الجمعة ، وإمامة الصلاة بالناس ، وإلقاء الوعظ والإرشاد في المناسبات الدينية والإجتماعية ، كما يقوم بإلقاء الدروس والنصائح في الإذاعة والتلفزيون , بالإضافة إلى تدريس بعض المواد الدينية في كلية الدراسات الإسلامية ، وكذلك يقوم رئيسهم بإصدار صحيفة دينية أسبوعية باسم (سبيل الدين) منذ ثمانية عشر عاماً
وأكثر أعضاء الحكومة في المالديف من خريجي الجامعات الإسلامية ومنهم وزير الحج . ..
نسبة الأمية في تلك البلاد طفيفة جداً لا تتجاوز 2% .. ورغم أن اللغة الرسمية ليست العربية إلاّ أنه لا يوجد بين السكان من لا يستطيع أن يقرأ في كتاب الله تعالى بنفسه .. وذلك بفضل مدارس تعليم القرآن الكريم
اما السياحة فتعتبر المصدر الثاني للدخل القومي بعد الصيد
والسياحة في ذلك البلد مضرب المثل فهي لا ابتذال فيها ولا تنازل عن المبادئ الإسلامية .. فيُمنع تقديم الخمور للسياح , ويُلزم السائح باحترام قوانين البلاد الإسلامية , فلا يوجد عري ولا خروج على الآداب العامة .
وقد خصصوا للسياح أربعة وثمانين جزيرة منعزلة للسياحة فقط ولا يسمح للسائح أن يذهب إلى الجزر المأهولة بالسكان المسلمين إلا إذا التزم بالآداب الإسلامية . .

نأتي إلى قصة دخول الإسلام إلى تلك البلاد .. وهي قصة أقرب إلى الأساطير .. وقد وثّقها الرحالة ابن بطوطة في كتابه (تحفة النُظّار في عجائب الأمصار وغرائب الآثار ) .. والقصة منقوشة على لوحة جدارية بجانب الجامع الكبير في ماليه.
دخل الإسلام إلى تلك الجزر في بدايات القرن الخامس الهجري ( عام 1153م ) عندما وصل إلى شواطئها شاب مسلم حافظ للقرآن الكريم من المغرب العربي اسمه أبو البركات يوسف البربري .. يقال أن السفينة التي كان يُبحر بها تحطّمت قبالة شواطيء إحدى تلك الجزر .. وقذفته الأمواج إلى الشاطيء , حيث عالجه واعتنى به أحد الصيادين مع أسرته , واستضافه في بيته , حيث تعلّم لغة السكان
وذات يوم , رأى ذلك الشاب الصياد وزوجته يبكيان بحرقة , وعلم منهما أن القرعة قد وقعت على ابنتهما الشابة لتقديمها قرباناً لوحش الجزيرة , حيث اعتاد السكان أن يقدّموا للوحش فتاةً كل شهر , يضعونها ليلاً عند طرف الغابة , فيأتي الوحش ويأخذها , ولا يتعرّض بعد ذلك للقرويين بسوء طوال الشهر ..
قرر ذلك الشاب أن يذهب بدلاً من تلك الفتاة إلى الغابة , وأخبر الصياد وأسرته أنه سيكون بخير بإذن الله تعالى
وفعلاً وضعوه في المكان المعهود فأخذ يقرأ سورة ياسين وآيات القرآن الكريم طوال الليل .. وكان يشعر بالوحش يقترب منه فإذا سمع الآيات يبتعد .. إلى أن أشرقت الشمس ..
وأعاد الشاب الكرّة ثلاث ليالٍ فذهب الوحش ولم يعد في الليلة الرابعة وتخلّص منه القرويون ..
عندما سمع السلطان , وكان اسمه ماها كلامنجا , أمر باستدعاء ذلك الشاب وسأله عن حقيقة الأمر فقرأ عليه القرآن الكريم .. وحدّثه عن الإسلام .. ودعاه إليه .. فدخل الملك في الإسلام .. وغيّر اسمه إلى ‘ محمد بن عبد الله ‘ .. وأسلم كل سكان البلاد . ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.