كيف تعمل عقولنا؟
بقلم : ياسر راجح
تخيل معي عزيزي القارئ أن هناك إثنان من قائدي السيارات أحدهما يقود سيارته ولا يعلم عنها شيئًا, في حين يعرف الأخر جيداً مما تتكون سيارته و كيف تعمل و ما يجب عليه فعله إن حدثت بها أعطال فأيهما في رأيك يكون الأفضل؟
لقد خلقنا الله تعالى بعظيم قدرته و وهب لنا نعمة الحياة ثم زودنا فيها بالعقل و جعله مناط التكليف فبه يتميز الإنسان على سائر المخلوقات الأدنى في هذا العالم .
ومن هنا كانت تلك المخلوقات جميعها مسخرةً لخدمة الإنسان, فكان طبيعيًا أن يكون سيداً عليها.
فما هو العقل البشري, و مما يتكون, و كيف يعمل؟
يعتبر العقل البشري بمستوييه الواعي (الظاهر) و اللاواعي (الباطن) كما يقول علماء النفس أو النفس (العقل الواعي الظاهر) و القلب (العقل اللاوعي الباطن) كما يقول الدين الأداة المحركة لسلوك الإنسان المسببة لتصرفاته وخياراته في واقع الحياة, على الرغم من أن تلك الأداه الهامة الخطيرة و كذا ألية عملها غير مرئية بشكل مباشر, فهي أشبه ما تكون بالبرمجيات Soft ware في أجهزة الحاسب و الهواتف النقالة الحديثة.
ولكل مستوى من مستويات العقل مساره و دوره وكذا وسائله فالعقل الظاهر أو الوعي مسؤل عن تكوين الأفكار كمحصلة لطريقة الإنسان الخاصة شديدة التفرد, المختلفة من شخص لأخر حال تفاعله مع الأحداث و الأشخاص و الأشياء كلٍ حسب بؤرة إهتماماته بينما العقل الباطن أو اللاوعي مسؤل عن إنتاج العواطف والإنفعالات التي تفور كرد فعل لتلك الأفكار التي يستقبلها من الوعي كمسلمات غير قابلة للمراجعة محدثةً الطاقة المحركة لجوارح الإنسان فتتجلى تلك الطاقة على شكل سلوك وتصرفات نلاحظها جميعاً في واقع الحياة, فالعقل الباطن تفاعلي بطبيعته حيث أنه يخضع في طريقة عمله إلى القانون الكوني للفعل ورد الفعل الذي إكتشفه العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن (1643 – 1727) م وصاغه في قانونه الثالث للحركة كأحد أهم ثلاثة قوانين مؤسسة للميكانيكا الكلاسيكية.
وتختلف وسائل إدراك الوعي عن وسائل إدراك اللاوعي حيث أن وسائل إدراك الوعي هي الحواس الخمسة : الرؤية و السمع و اللمس و الشم و التذوق لأن محور إهتمام الوعي هو عالم الموجودات المادية المحسوسة الملموسة, بينما وسيلة إدراك اللاوعي هي الإستبصار و البديهة و الحدس .
22 أغسطس 2021
