تجارب لإنتاج موز خارق للقضاء على المجاعات

كتبت : عزه السيد
بسعى العلماء للاستفادة من الثروات الطبيعية لإيجاد حلول لمشاكل القرن الـ 21، بتطوير تجارب لزراعة غابات مضادة للحرائق، واستخدام ما يعرف بـ “الموز الخارق” في أفريقيا للقضاء على المجاعات.
يعتقد الباحثون العاملون في الحدائق النباتية الملكية في كيو، بالعاصمة البريطانية لندن، أن هناك الكثير من الطرق التي تمكنّنا من الاستفادة القصوى من النباتات، وأن هناك أربعة طرق ستقلب عالمنا رأسا على عقب، خاصة إن كنا من المتحمسين لمكافحة الحرائق، ومواجهة المجاعات.
عندما ننظر إلى الخضراوات الموجودة في أطباقنا اليوم، لا نرى سوى ما كان يوما محاصيلا نمت في مزارع تقليدية، لكن هذه المحاصيل لها أشباه برية في الغابات، والتي تعرف في مجال الزراعة باسم “الأقارب البرية للمحاصيل”.
وكما يقال إن “الذئاب هي الأقارب البرية للكلاب”، فهناك أيضا “أقارب برية” للمحاصيل التي نتغذى عليها، وفقا لمنظمة “الأقارب البرّية للمحاصيل” (CWR).
لكن تلك المحاصيل البرية التي تظهر بعيدا عن المزارع الأهلية، استطاعت تطوير مناعة قوية ضد الحشرات، والأمراض، وملوحة التربة، ومقاومة للتغيرات المناخية.
ووفقا لتقرير شبكة ( بي بي سي ) طرحت منظمة “الأقارب البرّية للمحاصيل” فكرة مثيرة للاهتمام، مفادها أنه يمكننا أن نهجّن المحاصيل الزراعية التقليدية مع تلك البرية من فصيلتها، لكي تكتسب المحاصيل العادية قوةَ تلك المحاصيل البرية، مع المحافظة على كمية إنتاجها، والفوائد التي تقدمها لنا.
ويمكن لتهجين الخضراوات البرية مع نظيراتها في المزارع التقليدية أن يؤدي إلى إنتاج “خضراوات خارقة”، مقاومة للحشرات والأمراض.
ويمكن لهذا النهج أن يشكل خطة عالمية بالفعل، فالدول صاحبة العدد الأكبر من تلك النباتات البرية التي لها أشباه من النباتات التقليدية هي البرازيل، والصين، والهند. بينما تشكّل كل من أذربيجان والبرتغال واليونان الدول الأعلى كثافة في زراعة تلك النباتات البرية.
وبالتالي، يُتوقع أن يصبح تطبيق برامج التهجين الزراعي، خاصة في الدول النامية، أمرا ضروريا، في ظل ارتفاع الكثافة السكانية في العالم إلى تسعة مليارات نسمة.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لتلك المحاصيل البرية عالميا، إلا أنها مهددة بمعارضة كبيرة من جانب طيف واسع من مناصري قضايا البيئة.
وذلك لأن أغلب عمليات التهجين الزراعي تعد تدخلا بشريا، سواء كان ذلك من خلال تغيير الطريقة التقليدية لاستخدام الأراضي، أو التسبب في الاحترار العالمي، أو التلوث، أو الحروب، أو اتباع أساليب الزراعة الكثيفة.