أراء وقراءات

غزة تواجه الخذلان بالصمود

بقلم : عبير الحجار

يقترب العام من نهايته ولا تبدو أن نهاية العدوان الآثم على قطاع غزة والضفة الغربية قريبة، بعد تفكير الأسرائلين والأمريكين بأنه يجب الإنتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب غير المتكافئة .ولا نعلم أى مرحلة التى تعقب كل هذا الدمار والمجازر والخراب والتجويع والحصار والإبادة الجماعية المتعمدة بحق اخواتنا الفلسطنين .

ألم تكن المرحلة الاولى والثانية كافية لإختصار كل المراحل وهى التى روجت لها تل ابيب وعملائها فى الغرب إنها لاجل القضاء على  المخربين “المقاومة ” أم انها كانت وما زالت لقتل كل فلسطينى اعزل لا يندرج تحت فئة المقاومة والتى تبدو اكثر تمكنا وصمودا وقوة من أقوى جيش فى المنطقة والتى كان يفتخر بترسانته العسكرية ومع ذلك يظهر خائفا وصيدا سهلا  امام المقاومة والتى لولا الغارات الجوية الاسرائيلية لما كان لهذا العدوان أن يتقدم او يستمر فى حربه وعدوانه على النحو المؤلم الذى نراه .

إزدواجية المعايير

فالحرب على غزة فضحت إزدواجية المعايير لدى الأنظمة الغربية وهى ثقافة متأصلة فى سياستها ، هذه الإزدواجية تبدو اكثر وضوحا بالنسبة للمواطن العربى المسلم الذى يتابع جرائم الصهاينة على الاراضى الفلسطنية المحتلة ولكن لا تكتفى الحرب على غزة بفضح الغرب بلا تعدت حدود الازدواجية لتفضح للعالم تخاذل الانظمة العربية والإسلامية لتكشف واقعهم المتردى ومواقفهم الضغيفة المخزية فى امتحانها التاريخى .

الصمت العربى الرسمى

فالصمت العربى الرسمى لايمكن تفسيره سوى أنه علامة رضا وقبول لما يحدث فى غزة وايضا بما نفسر الغياب العربى اللافت للشارع العربى سوى أنه استسلام وتعود على تلك المشاهد المؤلمة على شاشات القناوات الاخبارية من قتل الالاف من الاطفال والنساء والرجال العزل والتهجير الجماعى القسرى تاركين ورائهم ارضهم وذكرياتهم ومستقبلهم وكأنه إعادة إنتاج لحقبة النكبة والنكسة .

أين الضمير العربى الذى استمرأ الهوان، وما عاد فيه حمية ولا نخوة .فأصبح الخذلان العربى صوته أعلى من صوت كل الصواريخ والقنابل التى اسقطت على غزة وأشد فتكا وإيلاما منها.

هل منظر الدماء والأشلاء والقتل والإبادة والدمار ومشاهد البكاء والهلع المرتسم على وجوه الاطفال وصرخات النساء الثكالى لا تحرك لهم ساكنا ؟! فجاء الرد من حكامنا العرب على تلك المجازر بدس رؤسهم فى التراب مثل النعام كأنهم لا يبصرون ولا يسمعون وكأن قلوبهم قدت صخر . أدم المسلم رخيص على هؤلاء الحكام لهذه الدرجة ألا يعلمون أن دم المسلم واحد غال عند الله عز وجل .

وفى المقابل تتقدم مواقف دول وقيادات وشعوب غربية ولا تنية وإفريقية على مواقف ودول وقيادات وشعوب عربية وإسلامية لنصرة غزة الفلسطنية العربية فعن اى وطن عربى وأمة إسلامية نتحدث ! وما نفع القواسم المشتركة بيننا ونحن نجسد الهوان فى ارذل حالاته ؟!

وختاما .. واهم من يعتقد أن قضية فلسطين هى قضية فلسطنية فحسب بل هى قضية كل إنسان شريف حر متمسك بالإنسانية.. إنها فكرة لا يتبناها إلا الشرفاء والفكرة لا تموت مع الأشخاص ، بل تحيا وتتوارث وستبقى مستمرة طالما أن هناك شعبنا يقف صامدا للدفاع عن ارضه، وطالما هناك شرفاء يعيشون فى هذا العالم حتى عودة الحق إلى اصحابه .

عبير الحجار 

إعلامية وكاتبة صحفية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.