أراء وقراءات

ثقافة السلام والتسامح فضيلة اسلامية وانسانية بإمتياز

بقلم :محمد ممدوح ابو الفتوح*

ان السلام غاية الوجود، فلا يتصور ان يكون للحياة معنى بلا سلام، ولا يتصور ان يكون للإيمان معنى بلا سلام، ان مصر قد عرفت السلام والايمان والتسامح منذ القدم، حيث عاش المصريون القدماء منذ آلاف السنين على ترابها، وكانوا يعتقدون ان المجتمع المثالي على الأرض صورة مطابقه للنظام السماوي الاعلى، فكان ملوكهم يحرصون على إقامة السلام والعدل بين الرعيه وقد ورثت مصر إلى يومنا هذا السلم والسلام والامن والأمان والتسامح والتعايش، وقدمت انموذجا يحتذى فى التعايش السلمي بين أبناء الوطن، فى ظل مواطنه حقيقيه راقيه، تضمن للجميع حياة أمنه مستقرة.

ان ثقافة السلام والتسامح التى تحيا بها بلادنا هى فضيله اسلاميه انسانيه بإمتياز، حث عليها وحى السماء، وغرسها فى نفوس البشر وضمائرهم من أجل التخلى عن الأمراض الاجتماعيه، والنفسيه والثقافيه، كالكراهيه والحقد والعنف وغيرها من الأمراض تترك اثارا هدامة فى حياة الأفراد والمجتمعات. ان السلام والتسامح قدحظيا فى الشرائع بقسط وافر من النصوص، فما من دين عرفته البشريه الا ورسالته تحمل السلام والمحبه والعفو، ولو ان اتباع الوحى سلموا عقولهم لنصوصه الواضحة لما خشى احد على نفسه ولو نام بين ترسانة سلاح، وما خشى على ماله ولو كان ملقى فى عرض الطريق.

ولكن الواقع يشهد ان كثيرا من الناس ممن يدينون بدين سماوى، ومما لا يدينون ايضا-يفتقدون الأمن والسلام وتشوب حياتهم مظاهر خوف وفزع ، وكأن أوامر السماء وتوجيهات الأنبياء والمرسلين والمصلحين، تتردد فى عالم غير عالمنا يخاطب بها غيرنا.

ان السلام والتسامح ضمانة حقيقية لاستقرار الأمم والشعوب ورقى المجتمعات ونهضتها.

بهذا السلام والتسامح البناء، يشهد التاريخ الاسلامى، فكم من دولة وخلافه وامارة وحكومه عاش فيها جنبا إلى جنب مسلمون وغير مسلمين. ان من حق هذا البلد الطيب ان نكون ارضه، وأن نسعى فى ترجمة مبادراته الطيبه إلى واقع عملى، وأن نعمل على تعميمها ونشرها فى كل ربوع العالم، فهذا هو المحك الحقيقى الذى يفرق بين الصدق والكذب فى حوار الحضارات والتقائها، فى الوقت الذى تقوم فيه دول وأجهزة بتجزئة قيم التواصل والتعايش والتسامح، والكيل فيها بعدة مكاييل، فتمنح من حقوق الإنسان وتمنع منها بحسب اللون والجنسية وغير ذلك من معايير مصطنعة تأباها الفطر السليمة والعقول المستقيم.

ان الإسلام من اعدل المناهج لتحقيق التعارف والتواصل وأن الإسلام يدعم التعايش بين مكونات المجتمع ويهدف إلى خدمة الإنسانيه وتحقيق مصالح البشريه.

التسامح الذى نبيله لغيرنا لابد أن يقابله تسامح يبذله غيرنا لنا، والا استحال الأمر تخاذلا وهوانا؟

*الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.