احدث الاخبار

صحيفة لوموند الفرنسية: الإسرائيليون يفرون إلى الخارج بسبب الحرب والوضع السياسي بالمضطرب

كتب – محمد السيد راشد 

تشهد إسرائيل تصاعدًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين الإسرائيليين الذين يغادرون للاستقرار في الخارج، في ظل تزايد المخاوف الاقتصادية والأمنية، إلى جانب تأثير السياسات الحكومية المتشددة.

هجرة متزايدة بسبب الأوضاع الراهنة

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، فإن آلاف الإسرائيليين يغادرون إسرائيل، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مستقبلًا. ورغم أن العوامل الاقتصادية تلعب دورًا، إلا أن السبب الأساسي لهذا النزوح يكمن في انعدام الأمن جراء الحرب في غزة، بالإضافة إلى سيطرة اليمين المتطرف وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو.

قصص شخصية تعكس الأزمة

تطرق التقرير إلى قصة موسيقي إسرائيلي ناجح قرر الهجرة إلى إسبانيا مع زوجته، مؤكدًا أنه يشعر بالخجل من مغادرة بلاده قبل انتهاء الحرب تمامًا. ويقول:
“أنا أحب بلدي، لكني أرى أن سنوات مظلمة في انتظارنا.”

ويعزو هذا الموسيقي قراره إلى تصاعد التشدد الديني والسياسات الحكومية التي تهدد الديمقراطية، مما جعله يفقد الأمل في مستقبل مستقر داخل إسرائيل.

أرقام قياسية للهجرة الإسرائيلية

بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء في ديسمبر/كانون الأول 2024، بلغ عدد المغادرين 82,700 إسرائيلي، في حين لم يعد سوى 24,000 فقط خلال العام نفسه. وأوضح إسحاق ساسون، أستاذ علم الاجتماع بجامعة تل أبيب، أن هذه الأرقام تعكس تغيرًا جذريًا مقارنة بالعقد الماضي، معتبراً أن هجرة الأدمغة هي الخطر الأكبر الذي يواجه إسرائيل.

الحرب والسياسة في صدارة الأسباب

مع استمرار الحرب في غزة وتوسع القتال إلى لبنان، باتت هذه الظاهرة أكثر وضوحًا، حيث أكد إيلان ريفيفو، الذي يدير شركة متخصصة بمساعدة اليهود للاستقرار في إسرائيل، أن الوضع الآن بات معكوسًا، إذ يسعى الإسرائيليون لمغادرة البلاد خوفًا من المستقبل.

وأشار إلى أن العديد من العائلات تسعى للحصول على جنسية ثانية بسبب تصاعد النفوذ الديني وتدهور الوضع السياسي.

هل توقف الهدنة الهجرة العكسية؟

تساءلت الصحيفة عن مدى تأثير الهدنة الهشة في غزة على وقف هذه الهجرة العكسية، خاصةً أن نتنياهو أكد أن حكومته تحتفظ بـ”حق” استئناف الحرب متى رأت ذلك مناسبًا. ومع استمرار سياسات اليمين المتطرف، يتزايد القلق بين الإسرائيليين بشأن مستقبل البلاد، حيث لخص أحدهم الوضع بقوله:
“إذا لم يتغير شيء في الانتخابات المقبلة، فسوف يغادر مزيد من الناس.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى