فولكر بيرتس: استعادة الجيش السوداني للخرطوم غيّرت قواعد اللعبة دوليًا والدعم السريع إلى تفكك

كتبت: د. هيام الإبس
في تصريحات مثيرة، حذر المبعوث الأممي السابق إلى السودان فولكر بيرتس من مغبة التعويل على قوات الدعم السريع، واصفًا إياها بـ”الميليشيا العائلية” ذات التحالفات الهشة، مؤكدًا أن استعادة الجيش السوداني للخرطوم أحدث تحولًا جذريًا في الموقف الدولي، حيث بات يُنظر إليه باعتباره السلطة الشرعية، في مقابل توصيف الدعم السريع كـ”جماعة متمردة”.
Table of Contents
Toggleالحكومة الموازية: تبعية شكلية للدعم السريع
انتقد بيرتس أي محاولة لتشكيل حكومة موازية تحت رعاية قوات الدعم السريع، مؤكدًا أنها ستكون فعليًا خاضعة لها بغض النظر عن التسميات، مشيرًا إلى انعدام أي تصور واقعي لسلطة مدنية مستقلة في المناطق التي تزعم هذه القوات السيطرة عليها.
الدعم السريع: تحالفات هشة وقاعدة ضيقة
وصف بيرتس الدعم السريع بأنها “ميليشيا عائلية” تدور في فلك عائلة حميدتي، وتعتمد على قاعدة اجتماعية ضيقة بطابع عرقي. وأضاف أن الجماعات المسلحة المتحالفة مع الدعم السريع، باستثناء الرزيقات، تحمل أجندات مستقلة، ولن تظل طويلاً تحت قيادة حميدتي، وهو ما ينذر بتفكك وشيك في صفوفها.
التحالف مع الحلو.. مصلحة لا شراكة حقيقية
وفي تحليله لتحالف حميدتي مع عبد العزيز الحلو، أشار بيرتس إلى أنه تحالف مؤقت تدفعه المصلحة في مواجهة عدو مشترك، دون وجود رؤية مشتركة لإدارة الحكم، متوقعًا انهياره عاجلاً أم آجلاً.
الجيش مؤسسة.. والدعم السريع كيان متمرد
أكد بيرتس أن الجيش السوداني لا يزال يمثل مؤسسة وطنية متماسكة، فيما لم تقدّم قوات الدعم السريع أي نموذج للحكم أو إدارة المجتمعات المحلية، بل سجلت انتهاكات جسيمة من نهب واغتصاب وقتل، ما يُعزز فقدانها للشرعية الأخلاقية أمام الرأي العام المحلي والدولي.
الموقف الروسي يميل للجيش.. وبورتسودان خارج الحسابات
وفيما يتعلق بالموقف الروسي، أوضح بيرتس أن الكفة الروسية بدأت تميل لصالح الجيش، خاصة بعد سيطرته على سواحل البحر الأحمر، لكن رجّح أن تكون ليبيا خيارًا أكثر واقعية من بورتسودان لإنشاء قاعدة بحرية روسية، في ظل تزايد التعقيدات الأمنية والسياسية بالسودان.
فرصة حقيقية لوقف إطلاق النار
توقع بيرتس أن فرص الوصول إلى وقف إطلاق نار باتت أقرب بعد استعادة الخرطوم، معتبرًا أن شخصية مثل عبد الفتاح البرهان قد ترى أن القبول بتسوية مشروطة لتقليل الخسائر هو الخيار الأمثل في ظل غياب فرصة لحسم عسكري كامل.
ضبط العقل المشغّل لمسيرات الدعم السريع في بورتسودان
وفي تطور أمني لافت، أعلنت الإدارة العامة للجوازات والهجرة ببورتسودان عن ضبط أحد أخطر عناصر الدعم السريع أثناء محاولته الحصول على جواز سفر إلكتروني جديد بهوية مزورة. العنصر الموقوف خضع لدورات خارجية متقدمة لتشغيل الطيران المسيّر، إحداها في دولة عربية، وكان قد دخل السودان عبر أوغندا وجنوب السودان.
وقد تم رصده ومتابعته عبر عدة ولايات، قبل ضبطه في كمين أمني محكم، في عملية تكشف عن يقظة استخباراتية عالية المستوى.
الإدارة العامة للجوازات.. سجل أمني حافل
ليست هذه المرة الأولى التي تنجح فيها إدارة الجوازات في إحباط محاولات لاختراق المنظومة الأمنية، فقد سبق أن ضبطت مطلوبين جنائيين حاولوا التسلل بهويات مزورة عبر استخراج الجواز الإلكتروني، كما نجحت بالتنسيق مع الإنتربول في استعادة عناصر مطلوبة من الخارج.
وتؤكد الإدارة أن دائرة القوائم والحظر تعمل بتكامل تام مع إدارة المتابعة الميدانية لضبط ومراقبة حركة الأجانب داخل البلاد.
قرار مفاجئ بوقف تأشيرات الوصول في مطار بورتسودان
وفي تطور أمني متصل، أصدرت السلطات السودانية قرارًا عاجلًا بوقف إصدار تأشيرات الوصول للأجانب “كاونتر فيزا” داخل مطار بورتسودان الدولي. ووجهت شركة مطارات السودان جميع شركات الطيران بعدم نقل أي أجنبي إلى البلاد دون تأشيرة مسبقة أو إذن خاص.
ويُرجح أن يكون القرار جزءًا من خطة أمنية احترازية للحد من تسلل العناصر الأجنبية المشبوهة، خصوصًا في ظل التهديدات المرتبطة بتقنيات الحرب الحديثة، مثل الطائرات المسيّرة والاختراقات الإلكترونية.
رسالة حاسمة من الأجهزة الأمنية
تعكس هذه الإجراءات الصارمة حجم التحديات الأمنية التي تواجه السودان، في وقت تحاول فيه الميليشيات استغلال الثغرات القانونية والإدارية لاختراق مؤسسات الدولة، مما يستدعي يقظة كاملة من الأجهزة المعنية لضمان حماية السيادة الوطنية.T can make mistakes. Check important info.