الصراط المستقيم

كيف يرضى العباد عن الله

إعداد / محرر الشئون الإسلامية

(( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ))

تأمل هذه الآية التي وردت في أربعة مواضع من القرآن الكريم:

  • في سورة المائدة – آية 119

  • في سورة التوبة – آية 100

  • في سورة المجادلة – آية 22

  • في سورة البينة – آية 8


 معنى الآية وتأمل في عباراتها:

الشق الأول:

“رضي الله عنهم”
هو غاية كل مؤمن، أن يفوز برضا ربه، أن يُقال له يوم القيامة: قد رضي الله عنك.

الشق الثاني:

“ورضوا عنه”
وهو الأهم في حياتنا الآن… هل أنت راضٍ عن الله؟ ليس فقط في النطق، بل في شعور القلب وسكون النفس، وقبول القدر.


 ما معنى أن ترضى عن ربك؟

أن ترضى عن ربك يعني:

  • أن تسلّم بقلبك وتسكن نفسك لكل ما كتبه الله عليك.

  • أن ترى في كل بلاءٍ خيراً، وفي كل مصيبةٍ حِكمة.

  • أن لا تشتكي للخلق، بل تشتكي لله.

  • أن ترى العطاء والمنع كلاهما من فضل الله عليك.

  • أن ترضى عن شكلك، رزقك، قدرك، أهلك، عملك، حياتك، لأن كل ذلك من اختيار الله.


 خمس وقفات في درب الرضا:

  1. الرضا لا يعني عدم الحزن
    فالرسول ﷺ بكى عند موت ابنه، لكن قلبه كان راضياً مطمئناً بحكمة ربه.

  2. الفرق بين الصبر والرضا
    الصبر هو تحمّل، أما الرضا فهو سكينة وحب لله رغم الألم.

  3. الرضا منزلة لا يصلها إلا المحبون لله
    من قال: رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ﷺ نبياً، فقد ذاق طعم الإيمان.

  4. البلاء رحمة خفيّة
    الله لا يبتليك إلا ليمحو ذنوبك أو يرفع درجتك. فارضَ… فإن بعد العسر يسرا.

  5. من لم يرضَ… فلن يرضى أبدًا
    من سخط على أقدار الله، فلن يملأ قلبه مالٌ ولا منصب، وسيبقى في همّ دائم.

    قال ﷺ: (من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)


 تنبيه مهم:

راقب لسانك…
هل تشتكي دائمًا؟ هل تكثر من التذمّر؟
إن كنت كذلك، فراجع قلبك، فقد تكون من أشقى الناس دون أن تدري.
اجعل لسانك عامراً بالحمد، وقلبك مطمئناً بحكمة الله.


وتذكّر دائماً:

“ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك”
فكل شيء بميزان، وكل قضاء بقدر، وكل قدر بخير من الله.


🤲 دعاء ختامي:

اللهم اجعلنا من عبادك الذين رضيتَ عنهم ورضوا عنك،
اللهم ارزقنا الرضا الكامل بقضائك، وحسن الظن بك،
واجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى