انهيار سائق الكارو

بقلم / الفنان أمير وهيب
أتأمل تراجع مصر ، من قوة عظمى في عهد الفراعنة الي ضعف في العهد المعاصر ، والمقارنة المفزعة المحزنة بين المصران ..من قائمة طويلة من المشهدين ، مشهد التصميم المعماري البارع و مشهد عمارات ٱيلة للسقوط ..و مشهد الرسومات و الالوان و النحت و مشهد القبح .. مشهد تقديس النيل و مشهد إلقاء النفايات به .. مشهد الابداع و الاختراع و الابتكار و مشهد النقل و الاقتباس.
وكل ما تذكر كلمة ” كارو ” ، اقارن بين الفرعوني الذي اخترع العربة ” الكارو ” و بين ما هو متعارف عليه حاليا في مصر من معنى ” كارو “.
التاريخ يذكر بالقول و الفعل ، بالكلمة و الصورة ، أن الفراعنة هم من اخترعوا ” العربة ” ، في كل أشكالها ، عربة حربية و عربة نقل بضائع و عربة انتقال أشخاص.

هذه العربة و براءة اختراعها اسمها بالإنجليزية ” Chariot ” و تنطق شاريوت و تكتب بالفرنسية من نفس الحروف و تنطق ” شاريو ” دون نطق حرف التاء ، و نفس الكلمة تستخدم إذا كانت تتحرك على قضبان حديدية لذلك يستخدمها مصوري السنيما في تحريك الكاميرا عن طريق ” الشاريو “. و باللغة الإيطالية هي ” Carro ” و تنطق كارو و هي التي يستخدمها المصريين حتى يومنا هذا في وصف العربة التي يجرها الحمار أو الإنسان في بيع الخضار و غيره.
* هذا الانهيار سببه الاستسلام التام مع فقدان الرغبة في التعليم و العمل من ناحية و من ناحية أخرى الرغبة في الجلوس و بمنتهى الكسل.
* مصر و علمائها كان ينبغي أن يكون لهم السبق في تحريك هذه العربة ب ” محرك “.
* و لكن بكل أسف العربة أصبحت حتى لا تنطق بالعربية و تنطق ” كارو ” الإيطالية.
* و في مشهد من فيلم ” الفتوة ” للممثل فريد شوقي ، عندما كان الحمار الذي يجر العربة مريض عرض ” هريدي ” ( فريد شوقي ) على صاحب العربة أن يقوم هو بجرها بدل من الحمار ، حتى أن الولد من أفراد عائلته اندهش و قال له : هتشتغل حمار يا هريدي.!!!
* و في فيلم ” بحبك انت ” ، كان هناك شخص يدفع عربة امامه يجلس عليها ” فريد الاطرش و سامية جمال “.
* و يكون مقبول اذا كانت ظروف الإنسان القاسية تجبره أن يتقمص دور الحمار ، و لكن لا يوجد أي مبرر أن يتقمص المصري دور الحمار كما يحدث الان في مصر سوى أن تكون خطة محكمة.
* المصري الحالي ، موجود في كل مكان و ليس لجر العربة فقط ، و لكن أيضا ، و هو الأخطر جر افكار دخيلة تهدق لتدمير القيم .
* المصري الحالي ، في غيبوبة تامة ، و الأخطر أن منهم من هو فخور كونه حمار.
* اقول ل المصري الحالي ، انتبه ، إذا كنت ” وطني ” عليك بالعمل المبدع الجاد ، و اذا كنت مؤمن عليك بالعمل الشريف.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر