وثيقة برنارد لويس: خطط التقسيم لا تتوقف

✍️كتب / محمد أحمد نجم
منذ ما يزيد عن قرن من الزمان وإبان الحرب العالمية الأولي وتحديدا في عام 1916 قد أطل علينا دبلوماسيا انجلترا وفرنسا بما يسمي بإتفاقية سايكس بيكو لتقسيم تركة الدولة العثمانية ، وبعد هزيمة العثمانيين مع من هٌزم قد صارت الدول التي كانت تحت ولايتهم إلي حوزة الدول المنتصرة خاصة انجلترا و فرنسا وروسيا القيصرية .
ولادة برنارد لويس.. التقسيم الثاني
ومن المفارقات العجيبة أن يٌولد في عام التقسيم الأول هذا المستشرق الانجليزي المنشأ ، أميركي الجنسية ، صهيوني المذهب والهوية ( برنارد لويس ) صاحب التقسيم الثاني في مطلع الثمانينات من القرن الماضي والذي دون ووثق هذا التقسيم في الوثيقة الشهيرة التي أفرها وأحتضنها وعمد علي تنفيذها شيطان العالم الأعظم في العقود الأخيرة ومنح برنارد الجنسية الأميريكية نظير ما قدمه ويقدمه لخدمة المشروع الصهيو أميركي والماسونية العالمية .
يعتمد برنارد في وثيقته علي نظرية فرق تًسٌد وأن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية التي تشرد عن القطيع وتختفي عن حارسها وراعيها ، ومن وجهة نظره وبعد دراسات عديدة لأعوام كثيرة قضاها في شئون العالم العربي والإسلامي أطل علينا بوجهه الشؤم ووثيقته البغيضة وأفكاره السامة ومخططاته التي تمتد لعقود وعقود .
وليس من العجب أن نري أفكار مثل هذه ومخططات مثل التي دونت ، ولكن العجب كل العجب هو حالنا نحن المسلمين والعرب ، فــ الوثيقة كانت في بدايتها فكرة توضع بجانب أخري داخل كهوف مظلمة وسراديب معتمة حتي صارت إلي العلن علي الملأ يمكن أن يطلع عليها كل من يريد الإطلاع .
ولنفترض جدلا أن كثير منا إطلع سابقا علي هذه الوثيقة وغيرها من المخططات التي تريد الفتك بنا وسحقنا وإزالتنا من الوجود فماذا صنعنا ؟!؟! .
الإجابة وبكل آسف أننا لم نصنع شيء كي نواجه ما إطلعنا عليه ، ولكننا نساعد في هذا بإنغماسنا في مستنقع اللامبالاة ، نساهم في هذا بتجاهل معرفة الأمور علي حقيقتها ، مشاركين معهم بالنعرات الكاذبة والشعارات الزائفه وإتخاذ القدوة ممن لا ينبغي أن يكون قدوة ، إقتادنا القوم من معداتنا وألهونا في تفاهات لا تسمن ولا تغني من جوع .
وأقول لي ولكم بأننا إن لم نستفق من غفلتنا ونستيقظ من سباتنا العميق هذا ونعود لما صًلح عليه أسلافنا ، وإن ظل نهجنا هو الإستمرار في تقديم الحجج والذرائع لعدونا فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلوم عدونا علي إغتنام الفرص خير إغتنام كما نري وهذا ما لا أتمناه لي ولكم ويعلم ربي أني لكم ناصح أمين .
نصوص صادمة كتبها برنارد لويس
وسأترك لكم جزء مما قاله برنارد لويس نصاَ بعد عمر طويل قضاه فيما قضاه وقبل أن يلقي حتفه بعد ما عاش 100 عام بل ويزيد بقليل ثم أعرض لكم ملخصا لوثيقته:
قال لويس بالحرف:
“
إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم وإذا تٌركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية. وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان. إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم، أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال لديهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك: إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا.. ولا مانع من أن تكون مهمتنا المعلنة هي: تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية.. ويجب أن تقوم أمريكا بالضغط على قياداتهم الإسلامية (دون مجاملة ولا لين ولا هوادة) ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة.. ولذلك، يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا وتدمر الحضارة فيهما .”
ملامح المخطط
مصر:
سيناء وشرق الدلتا: تحت النفوذ الإسرائيلي.
دولة نصرانية: عاصمتها الإسكندرية وتمتد حتى مطروح.
دولة النوبة: من أسوان حتى شمال السودان.
مصر الإسلامية: عاصمتها القاهرة وتبقى تحت النفوذ الإسرائيلي.
السودان:
دويلة النوبة (مرتبطة بدولة النوبة في مصر).
الشمال السوداني الإسلامي.
الجنوب المسيحي (وقد تم بالفعل انفصاله).
دارفور (محاولات مستمرة لفصلها).
المغرب العربي:
إقامة دولة البربر الممتدة حتى الصحراء الكبرى.
دويلة البوليساريو.
تقسيم ما تبقى من الجزائر وتونس وليبيا والمغرب.
المخطط سياسة أمريكية عليا
في عام 1983، وافق الكونجرس الأميركي بالإجماع، وفي جلسة سرية، على مشروع لويس، ليصبح جزءًا من الاستراتيجية الأميركية طويلة المدى في المنطقة. الهدف الأكبر هو محاصرة مصر وضمان بقاء إسرائيل قوة مهيمنة من “النيل إلى الفرات”.
مخطط تفكيك الأمة
ما نشهده اليوم في السودان وسوريا والعراق وليبيا واليمن ليس أحداثًا عابرة، بل حلقات متصلة من مخطط تفكيك الأمة. والرسالة الواضحة: إن لم نستفق من غفلتنا ونعود إلى جذور قوتنا، فسوف تُستغل خلافاتنا الداخلية لتُنفذ هذه المخططات بحذافيرها.
محمد أحمد نجم
كاتب من طين مصر