أراء وقراءات

داء الحب

✍️ بقلم: ممدوح الشنهوري

لا شك أن الحب في حياة الناس، هو الوقود الذي كان وما زال يشكل للحياة طعم، ولون، ورائحة في الإستمرار فيها  منذ منذ أن خلق الله البشر، حيث يٌعد الحب من أجمل الأرزاق في حياة الكثير من الناس ، لان الحب غالبا ما يلين القلب، وحينما يلين القلب، يتذوق الإنسان به كل ما هو جميل في الحياة،  واولهم القرب الي الله سبحانه وتعالى أن أذن  لصاحبة بالقرب بالإيمان اولا ، ثم بعدها حب كل ما هو جميل في الحياة.

والحب حينما يمتزج بالقرب من الله بالإيمان والتقوي، غالبا ما يصحو الضمير لكل صغيرة وكبيرة في الحياة، وذلك لأن الضمير ونزعة الإيمان القوية لدي الإنسان مع الله ، لا يجتمعان مع قلب  قاسي المشاعر ،مهما حاول ذلك الإنسان جاهدا التوفيق بينهما .

ومن فوائد الحب في حياة الإنسان، إن كان ( فطري ) من الله سبحانه وتعالى، وقسمه الله له ليكون من اكبر أرزاقه في الحياه، هو النجاه من مهالك الأيام بلطف الله مهما كانت سيئة، لأن القلب المحب دائما ما يكون لين ولديه وازع في الضمير والإنسانية ،بسخاء مع النفس قبل البشر اضافة الي حسن النوايا في كل تصرفاته ، وبمجرد أن يستحوذ الشيطان علي صاحب ذلك القلب  ليغير من اخلاقه او مبادءه الي الأسوء، يٌولد لصاحبه جين الفطره الربانية للحب والخير والايمان والضمير اليقظ والحي  ، ليحارب به خبث الشيطان في الإستحواذ علي ذلك القلب الطيب وذلك ليثبته علي فطرته ونقاءه وصفاءه التي انشأها الله عليه ،حتي لا  تغيره الحياه.

وقد يواجه اصحاب الأرزاق في الحب معضله كبيره في الحياة، وهو بأنهم غالبا يطلق عليهم ( بالإناس الطيبون ) من باب ( التهكم ) عليهم وذلك لتصرفهم بحسن النوايا في كل الأقوال والأفعال التي يقومن بها من باب الفطره ، لإنهم غير متقلبين المشاعر ،او يتعاملون بمنطق ثابت يحميهم حتي وإن كان من باب النفاق او الكذب او حِمل بعضا من قساوة القلب، ليستمروا في المضي في الحياة ولو بمكسب زائل في النهاية للحياة، ولهذا هم دائما مرهقون في الحياة لعدم فهم الناس لهم احيانا، او لإستغلال بعضهم ايضا من قِبل الناس او لعدم تأقلمهم ،مع عامة مع المجتمع وعامة الناس،  بالكذب والنفاق ان كان المجتمع سائد فيه إناس ارزاقهم قليله من الحب ، ونصيبهم من الحياة موسع في ارزاق أخري .

وكما ان للقلوب انواع هناك للحب انواع ايضا  ، ولكن مقياسهم واحدة  في النهاية طالما هم متنوعون من جين واحد في النهاية وهو جين الحب .

ويعتبر الحب البشري بعد حب الله و حب الإيمان وحب فعل الخير، من اسمي انواع الحب، وذلك لأنه يعتبر هو الحب ( الأم ) لباقي انواع الحب

 حيث كان من أصدق  وانبل انواع الحب البشري   في الحياة، هو حب   رسول الله صلى الله عليه لزوجتة السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها، حينما اراد والدها سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، المزح مع ابنته السيدة عائشة بالضرب، وركضت تستخبئ وراء ظهر رسول الله.

ليعبر ذلك الموقف مكانة الروجة عند روجها ،حينما تشعر معه بالأمان وكدلك بالحب والثقة  ،ليشكل ذلك الموقف نقطة تحول في حياة البشر فيما بعد حياة النبي، لمعني الحب الحقيقي في الحياة بين الأزواج، بعيدا عن كلمات الغزل التي قد لا تأتي بثمار جيده احيانا في إستمرار دوام الحب  بين الازواج،  إذ لم يكون ذلك الحديث حلو الكلام، يتحول الي مواقف وقت الشدة قبل، الرخاء بينهما معا.

ولكن بما أن للحب ايضا جمال وروعة بين المحبين من البشر، هناء ايضا نوع من الحب  يسمي ( داء الحب )  واحيانا يسري في حياة الإنسان گ مجري الدم  إن ( حٌرم ) منه الانسان، بالفقد، كفقدان الأب او الام او الأخوات او الأصدقاء او الأبناء أو حتي الغرباء ان تعلقنا بهم  لفتره من الزمن، وعندما قد يمر انسان بالحرمان من دلك الحب بالفقدان  في حياته ، غالبا يكون رزقه في الحب ليس من السعادة ،وإنما تحول صفة شخصه  من بشر الي ( إنسان ) ، لإن رزقه من الحب سيتحول معه ايضا …

ولكن بدلا من الأخذ سيتحول الي ( العطاء للأخرين ).

  وغالبا ما يطلق علي هؤلاء الناس من هذه الفئات، هم اصحاب القلوب المنكسرة الحقيقة ، وذلك لإنهم يحملون  ( الصخر فوق اكتافهم من آجل الآخرين في السعي لغيرهم من باب مما حرمتهم منه الأقدار  ، وكدلك ( داء الحب )

وتلك الشمس الغريبة وقت الغروب والتي اخذت بغروبها معها احبابهم  ومعها الذكريات ) ولهذا تمضي الحياة بهؤلاء الفئة من الناس، بطيئة ومثقلة وحزينة أحياناً ، لإنهم يحملون ( داء الحب ) وليس ( رحيقه العَطر ) الذي يولد جين السعاده ،او بما يسمي ( الدوبامين – Dopamine ) .

 


ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى