أراء وقراءات

حق تقرير المصير وأحداث السابع من أكتوبر 2023

بقلم /  دكتور محمد ابراهيم عقل 

يُعد حق تقرير المصير أحد المبادئ الجوهرية في القانون الدولي العام، كرّسه ميثاق الأمم المتحدة والعهدان الدوليان لعام 1966، بوصفه حقًا أصيلًا لجميع الشعوب في أن تحدد بحرية أوضاعها السياسية وتواصل تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد ارتبط هذا الحق تاريخيًا بحركات التحرر الوطني ومكافحة الاستعمار، حتى أصبح مبدأً آمراً لا يجوز الإخلال به.

وفي سياق أحداث السابع من أكتوبر 2023 حين قامت حركة “حماس” وجماعات فلسطينية مسلّحة بعملية عسكرية واسعة ضد دولة الإحتلال الإسرائيلى انطلقت من قطاع غزة، حيث أثار ذلك جدلاً واسعًا حول العلاقة بين المقاومة المسلحة من جهة، وممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير المصير من جهة أخرى.

ويشكّل العمل المسلح امتدادًا لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء الاحتلال وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وما يرافقه من توسع استيطاني وحصار لقطاع غزة، ومن هذا المنظور، فإن أحداث 7 أكتوبر تُقدَّم كفعل مقاومة ضد وضع استعماري غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وأكّدت محكمة العدل الدولية مرارًا أن للشعب الفلسطيني حقًا ثابتًا في تقرير مصيره، وأن هذا الحق لا يجوز إخضاعه لأي شرط مسبق.

ونجد أن أحداث 7 أكتوبر 2023 والقصف الإسرائيلي اللاحق لقطاع غزة وما يحدث من عمليات إبادة جماعية وتجويع وتهجير للفلسطينيين فى غزة والعنف المفرط واغتصاب الاراضى فى الضفة الغربية والقدس وغيرها من جرائم الحرب التى ترتكب تحت مرأى ومسمع العالم،  والتى أعادت تسليط الضوء على أنّ استمرار غياب حل سياسي عادل يُمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة تقرير مصيره يفاقم من موجات العنف وعدم الاستقرار، وهو ماتسعى إلية مصر والأطراف الدولية لضمان حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

دكتور محمد ابراهيم عقل 

باحث دكتوراه القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة المنصوره

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى