إنهم فتية آمنوا بربهم….”فتية النفق أنموذجا”

كتب/ هاني حسبو.
أصحاب الكهف فتية آمنوا بربهم ، وكان إيمانهم أقوى ، بحيث ضحَّوا في سبيله كل غال ورخيص ، ولم يتنازلوا عن إيمانهم شيئاً ، وكانت البيئة التي يعيشون فيها مشركةً ، فتشاوروا بينهم ، وقالوا : إن سكان بلدنا يعبدون أشياء تخالف عقيدتنا ، ونحن لا نشرك في عبادة الله أحداً غيره ، فيمكن أن يجبرونا على عبادتهم ، فلا نبقى على إيماننا ، وكانت الحكومة آنذاك مشركةً ، وكان من أوامرها الملكية أن تكون ديانة واحدة لجميع المواطنين ، فقرروا أن يلجأوا إلى غار ، ويختفوا فيه ، وإذا ذهبوا إلى بلد أو قرية اطلع رجال الحكومة عليهم ، وعاقبوهم عقاباً شديداً ، فذهبوا إلى مكان قفر ، ليس به أنيس ولا جليس ، وقالوا : ( رَبَّنَآ آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ) .
جعل الله لأصحاب الكهف نظاماً غيبياً خاصاً ، فسبب إيمانهم تنزل رحمة الله عليهم ، وجعل الشمس إذا طلعت تزاور عن الكهف ذات اليمين ، فلا تقع أشعتها وحرارتها عليهم ، بل تتنحى قليلاً إلى اليمين ، وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ، وكانوا على غلوة منها ، رغم أن طلوع الشمس وغروبها كان نافعاً لهم ، لأن الله تعالى جعل أشعة الشمس سبباً من أسباب الحياة الإنسانية ، فإن أشعة الشمس حينما تقع على الأرض يتكون منها طقس في الفضاء ، يصلح للحياة الإنسانية ، وينفعها ، وإذا كان الإنسان محروماً من حرارة الشمس ولا يستفيد من نورها أدى ذلك إلى الإضرار بجسمه ، فالشمس إحدى الأسباب النافعة للجسم ، ولا تزال تصل إلى أصحاب الكهف في الغار حرارة الشمس ما قدر الله تعالى لهم ، لكن هذه الحرارة لا تضرهم ، ولا تؤذيهم ، فأعقبه الله : ذلك من آيات الله ، فجعلها الله مفيدةً ، ولا تكون حرارة الشمس في عامة الأحوال أكثر فائدة .
ما أشبه الليلة بالبارحة نرى قصة أصحاب الكهف تتجلى أمامنا بصورة تكاد تكون متطابقة مع اختلاف الأزمنة.
لعل أصحاب نفق رفح أكثر قصص طوفان الأقصى ملحمية ، فهم بعد الهدنة يقاتلون ، بحسب إعلام العدو فإن العشرين الباقين يخططون لعملية استشهادية
عرفنا بعض من استشهد منهم ، عبدالله بن غازي حمد وعند الله لا يغيب منهم أحدا.
عمّيحاي شتاين المراسل السياسي للقناة i24NEWS
يتحدث على نشرة الأخبار ان تقييم في وفق التقديرات في إسرائيل، فإن المسلحين المتبقّين داخل أنفاق رفح (حوالي 20 مسلحًا) لا يستسلمون لأنهم يخططون لتنفيذ “عملية انتحارية ضد القوات”
نص مداخلته:
“نحن نتحدث عن قرابة شهرين منذ وقف إطلاق النار في غزة. شيئًا فشيئًا، يخرج المزيد من المسلحين الذين كانوا في جيب الأنفاق في رفح، ويُقتلون أو يحاولون الهرب نحو المنطقة التي ما زال حماس يسيطر عليها. لكن هناك حوالي عشرين مسلحًا ما زالوا متحصنين داخل الأنفاق تحت الأرض، ولا يحاولون الخروج إطلاقًا.
التقديرات في إسرائيل تقول إن هؤلاء المسلحين يخططون لعملية انتحارية “بطولية” – بحسب وصفهم – ضد قوات الجيش الإسرائيلي، ولذلك لا يحاولون الخروج ولا ترى أي محاولات منهم للهرب إلى مناطق أخرى. هؤلاء العشرون يخططون، على ما يبدو، لعملية كبيرة من وجهة نظرهم ضد قوات الجيش.
وهذا هو السبب، رغم مرور شهرين ورغم أن الجيش الإسرائيلي يعمل تدريجيًا على هدم وإسقاط أنفاق رفح الواسعة، فإن هؤلاء المسلحين ما زالوا داخلها ولم يخرجوا، لأن هدفهم تنفيذ العملية ضد兵 الجيش عند وصوله.
وفي هذه الأثناء يحاول الجيش الضغط عليهم أكثر فأكثر، ويواصل إسقاط أجزاء إضافية من شبكة الأنفاق، لكن لا يزال هناك هذا “النواة الصلبة” من المسلحين الذين يخططون – كما يبدو – لتنفيذ عملية ضد القوات في المكان، وهم لا ينون الخروج إلى أي جهة، وينتظرون لحظة وصول الجيش للاشتباك معهم مباشرة.



