الحرية .. دروس من البهائم

بقلم :مدحت مرسي
تصرخ البهائم في الناس :
(عاشت الحرية )
فالكثير منها ينفق حالما يقع في الأسر
كما السمك يموت حين يخرج من الماء.
فالحيوانات إذا تم اقتناصها تبدي مقاومه شرسه تستخدم فيها المخالب و المناقير و القرون و الأقدام معربة بذلك عن عظيم تقديرها للحرية التي فقدتها.
فهي تعطينا علامات كثيرة بادية للعيان على معرفتها بالمصيبة التي حلت بها حتى لنعجب أنها تفضل أن تنفق من الهزال على أن تبقى حية.
(وهي لا تستمر في العيش إلا لتأسى على ما فقدته وليس لإستمرار عبوديتها )
فها هو الفيل يفكر :
حين يقع في الشرك أو يوشك أن يقع في الاسر يدافع عن نفسه حتى آخر رمق ثم يغرس فكيه في جذوع الأشجار ويكسر نابيه
ليعلمنا أن رغبته في البقاء حرا توحي إليه أن يساوم صياديه على أن يتركوا له حريته مقابل حصولهم على أعز ما يملك
نابيه العاجيين متحملا مرارة هذه التضحية مقابل حريته
وها هو الحصان :
حين نشرع في تربيته منذ ولادته على الخدمة فإننا مهما بالغنا في ملاطفته فهو من حين نبدأ ترويضه ينفر من المهامز و يعض الشكيمة كما لو أنه يريد أن يخبرنا أنه لا يخدمنا راضيا بل لأننا نكرهه على ذلك
وها هو الهدهد يصرخ :
ان السبب الاول لقبول الناس بالعبودية طواعية هو
أنهم يولدون مستعبدين وينشأون على ذلك وهذا يجعلهم وهم تحت وطأة الطغاة
تحولوا إلى جبناء مخنثين
وهاهو الرد من الملك العادل :
“لا شك أن الحرية إذا ذهبت تذهب معها الشجاعه
وذلك لأن من ألف الخنوع و الخضوع لا قبل لهم بالحرية
و هم يساقون إليها سوقا وكأنهم مقيدون أو مسلسلون أو مخدرون
يؤدون واجبا لابد لهم من القيام به
فلا تغلي في صدورهم حميا الحرية التي تزدري الخطر “