إرم المدينة التى ذكرها الله فى كتابه لا مثيل لها

كتبت إيمان البلطى.

قال تعالى فى كتابه العزيز (إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد) الفجر آية ٧ و٨

فما هى إرم ولماذا وصفها الله بذات العماد ولماذا أقرها الله فى كتابه بأنها لم يخلق مثلها فى البلاد؟؟

فسر بعض العلماء هذه الآية بأن المقصود هو قبيلة أرم قوم عاد هم الذين لم يخلق مثلهم كبشر فى الضخامة والقوة بينما فسرها بعضهم بأن المقصود مدينة تسمى أرم هى التى لم يخلق مثلها فكانت تتميز بضخامة عمدانها وتشيدها والذى شيدها قيل إرم بن سام ولأن قوم عاد كانوا يتميزون بضخامة البنيان وقوتهم فكان سكنهم يتميز بالضخامة وعلو الإرتفاع

فبعد أن نجى الله تعالى نبيه نوحا عليه السلام ومن آمن معه فى السفينة وأغرق كل ما سواها على الأرض استمرّت عبادة الله وحده فترة طويلة من الزمن حتى تعاقبت الأجيال وفسدت الأحوال وظهر الشرك مؤخّرا فأرسل الله تعالى نبيه هودا (عليه السلام) إلى قوم عاد بعد أن مالوا عن الحق وأشركوا الله فى العبادة واتّبعوا الهوى وتجبروا فى الأرض أرسل الله لهم نبيا منهم ذو خلق رفيع ونسب كريم يدعوهم إلى التوحيد وحسن الأخلاق لكنّ القوم كفروا به وكذّبوه واتّهموه بالسفاهة والكذب حتى لحق بهم عذاب الله تعالى.

اختلف فى تحديد مكان إرم (مساكن عاد) قيل فى بلاد الشام وقيل أنها فى اليمن ووقيل أنها بمصر و قيل بالسعودية وانتهى الأمر إلى أنها بعمان فقد ورد لفظ الأحقاف فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) الأحقاف آية ٢١

حيثُ ذُكِرَ فى معجم البلدان لياقوت ا لحموى أنّ إرم ذات العماد كانت بين حضرموت وصنعاء فى اليمن كما ذهب أغلب المفسرين إلى أن الأحقاف المذكورة فى القرآن الكريم موجودة في اليمن وقد أدرج ياقوت موقعها فى كتابه بأنّه فى وادٍ بين عُمان وأرض مهرة أو هى رمال تُشرِف على البحر من أرض اليمن ويُقال أنّ الأحقاف التى وردت في القرآن الكريم لا يُقصَد بها أحقاف اليمن حيثُ إن الأحقاف فى اللغة جمع حِقْفُ وهى ما اعوجّ من تلال الرمل كما أنّها المناطق التى توجد فيها الرمال الناعمة في شبه الجزيرة العربية وقد ورد عنها فى معجم المعانى الجامع أنّها مواطن قوم عاد وبذلك فإنّ لفظ الأحقاف لا يُقصَد به موقعا محدّدا وإنّما توجَد في بلاد العرب أحقاف كثيرة.