الصراط المستقيم

إلا رسول الله يا مودي

اعداد/قسم الصراط المستقيم.

تصدر وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي ما تدواله رواد تويتر في مصر والسعودية وعدد من البلدان العربية الأخرى، على خلفية تغريدة اعتُبرت مسيئة للنبي محمد نشرها نافين جيندال، المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

 

حيث كتب السياسي الهندي في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر متسائلاً عن سبب زواج النبي محمد من السيدة عائشة وهي لم تبلغ حينها عشر سنوات، ما أثار غضباً واسعاً بين رواد التواصل في العالم العربي، وإدانات ممن اعتبر أن ما قاله المسؤول الهندي تجاوز للخطوط الحمراء.

في هذه السطور نحاول أن نبين هذه المسألة برغم من أنها قتلت بحثا منذ القدم:

‏سن الزواج وفارق السن من أمور العرف والعادات التي يختلف تقبلها من عصر لآخر ومن مجتمع لآخر ومن شخص لآخر.

ولذلك لاعبرة بما قاله هذا الرجل عن نبينا ﷺ، فأعراف هذا الزمن ليست مقياسا ومسطرة للأخلاق.

لا ننتظر من وضيع يحرق قومه الزوجة إذا مات زوجها أن يُنظّر علينا في المسائل الأخلاقية.

‏الزواج المبكر عند البلوغ من عادات الكثير من الشعوب والحضارات وليس فيه ضرر نفسي أو جسدي بل فيه مصلحة كتكثير النسل والعصمة من الفواحش وفارق السن البسيط بين الوالد وولده.

نظرية الزواج فوق ١٨ ليست قاعدة ولا حقيقة مطلقة بل هي نظام بشري، يوضع اليوم ويُبدّل غدا بحسب مزاج واضعه.

‏فارق السن بين الزوج والزوجة ليس فيه إشكال أخلاقي طالما أنه لا يترتب عليه ضرر يدمر حياة الطرف الآخر.

 

فكيف إن كان الزوج أطيب وأكمل الخلق ﷺ وكانت الزوجة من أكمل وأطيب النساء كأمنا عائشة رضي الله عنها؟

 

سيرته معها ﷺ وتعلقها به حتى وفاتها يبين للمنصف مدى سمو ونجاح ارتباطهما.

‏كل تافه يحاول النيل من نبينا ﷺ في مسألة زواجه من أمنا رضي الله عنها ستجد في عقيدته ما يدينه ولن تجد في نصوص عقيدته مايحرّم أو يقنن فارق السن في الزواج.

 

الهندوسي يحرق الزوجة والكتابي يقر بزواج مريم عليها السلام وهي صغيرة واللاديني لا يمكنه أن يفلح أساسا في نقاش أخلاقي من أي نوع.

‏أعراف الناس ليست مقياسا لتمييز الحق من الباطل.

 

في الأمس يجرمون الشذوذ واليوم يدعمونه بكل قوة، في الأمس يقبلون بالرق واليوم يُجرّمونه، زواج الصغيرات مقبولا في الأمس واليوم يختلفون حوله.

 

وغدا ستتغير القوى التي تُشكل أمزجتهم وتتغير معها أحكامهم وأعرافهم.

 

العرف ليس حقيقة مطلقة.

‏فلا تكن ساذجا وتخضع لمفهوم أهل الكفر والنفاق للإنسانية والحرية وحقوق الإنسان وغيرها…

 

فهذه الأحكام متغيرة متبدلة متقبلة لا تستقر على حال، فهي قبل قرن ليست مثلها اليوم ولن تكون مثلها غدا.

 

وقد خاب وخسر من حاكم وحي الخالق المعصوم لأعراف تتقلب كتقلب الماء المغلي في القدر.

‏ما ورد في الكتاب والسنة هو الصحيح، وما عارضه هو الباطل المحض.

أعجبك؟ جيد، لم يعجبك؟ لا يوجد في هذه الأرض أكثر من الجدران، فاختر لنفسك واحدا منها.

وسنرى يوم الحساب من يفلح، عباد الله الذين يتبعون دينه وشرعه؟ أم عباد الهوى والقوانين والأعراف المزاجية المتقلبة؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.