احدث الاخبارمصر

إمرأة مصرية .. بقلم : وداد معروف

جلست بجانبى ، جرى بيننا حوار  ببداية بسيطة كأى حوار فى المواصلات العامة. هى امرأة فوق الستين ، قد طبع  الكد والعمل على وجهها خطوطه ، أيضا على جسدها .

عرفت أنها تعول ثلاث بنات من ابنتها التى توفيت ، زوجت منهن بنتان ، و مازالت الثالثة فى الاعدادية ، تعمل فى البيوت من اجل أن تسدد ٥٠٠ جنيه كل أسبوع ، قيمة قسط لجمعية أقرضتها مبلغ ١٥٠٠٠ جنيه ، بعدما جمعت ٦بطاقات شخصية من نساء جاراتها، حتى تأخذ هذا المبلغ .

قلت لها وهل وثقن بك ووافقن على اعطاءك البطاقات ؟ مع العلم انك لو تأخرت عن السداد لدخلن السجن .

قالت : نعم فهم عشرة عمرى

قلت : أظن هذا المبلغ كان لزواج البنت الثانية ؟

قالت نعم ، مع مساعدة أهل البلدة لى.

أخرجت لى وصول السداد وأصل مبلغ القرض ، كنت أول مرة أرى أوراق النساء الغارمات اللاتى تناقشها البرامج التليفزيونية،  لاحظت أنها تسعل و تئن ، قلت لها أنت مريضة فكيف تتحملين خدمة البيوت الشاقة ؟.

قالت : وماذا أفعل با ابنتى والقسط لا يرحم ؟

جاءها تليفون وأنا معها حدثت المتصلة أنها ستاتيها عصرا لتنظف لها سلم العمارة وإعتذرت لها عن عدم الحضور أمس حيث كانت تأخذ جلسة تنفس .

انهت  المكالمة ، قلت لها : هذا كثير عليك تذهبين الآن لمكان وعصرا لمكان آخر ، صحتك لن تتحمل .

قالت وماذا أفعل ، ان اعتذرت سيأتون بغيرى

قلت و أين أبو البنات ؟

قالت تزوج وأخذهم منى فى محافظته البعيدة و جعلهن يعملن فى الأرض ، فتوسلت إليه أن يعيدهم لى و سأزوجهن  وأقوم بالانفاق عليهن ، فتركهن لى.

اخبرتنى أن البنت الثالثة من المتفوقات فى المدرسة جدا وتحصل على تكريمات وجوائز لتفوقها ، رجوتها أن  لا تزوجها حتى تكمل تعليمها ،ووافقت .

لفتنى فى هذا الحوار جملتها لى ، عندما قلت لها لم جهزتها بغسالتين وشاشة عرض وهذه الأشياء التى أرهقتك و أثقلت كاهلك؟ .

قالت : لو لم أفعل ذلك لن يتزوجن ، فلا احد يتزوج الفقيرات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.