أراء وقراءات

الإرهاب لا دين له ولا وطن

 

 

بقلم: أمل سعد

ونحن نعيش اجمل شهور العام التى شهدت مولد نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى كان مولده رحمة للانسانية جمعاء ابت يد الارهاب ان تعى وتتعلم من سنة نبى الاسلام محمد الذى نادى بالرحمة والحفاظ على الانفس والارواح والدماء التى حرم الله قتلها الا بالحق
حول هذا المعنى يدور كلامي عن موضوع ” الإرهاب لا دين له ولا وطن ” .

في الإسلام مفاهيم وضوابط واضحة، لا تقبل بأيِّ حالٍ من الأحوال قتْل الأبرياء مهما كانت الظروف والأعذار.

وفي قول ابن نبى الله آدم هابيل، لأخيه قابيل، حكمةٌ بالغةٌ لمن يعيها: «لئِنْ بسَطْتَ إليَّ يدَكَ لتقتُلني ما أنا بباسطٍ يدِيَ إليكَ لأقتُلَكَ ، إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمين. إنّي أُريدُ أن تبُوْأَ بإثْمي وإثْمِكَ فَتكونَ من أصحابِ النّارِ وذلكَ جزاءُ الظالمين». (سورة المائدة/‏الآيتان 28 و29). وفي القرآن الكريم أيضاً: «منْ قتَلَ نفْساً بغيْر نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنّما قتلَ النَّاسَ جميعاً، ومَنْ أحْياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً» (سورة المائدة/‏الآية 32).

والقتل بدون وجه حق هو ارهاب آثم وهو العدوان او التخويف الذي يمارسه افراد او جماعات او دول بحق الانسان ويمكن ان يكون هذا العدوان مادياً او معنويا ويشمل العدوان مختلف أشكال الأذى والقتل والتهديد بغير حق أي انه يضم كل فعل يسعى الى ايقاع الرعب والأذى بين الناس.

إنّ القتل العشوائي لاناسٍ أبرياء، هو أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانيةوالعادات والتقاليد القيمة، وهو يتكرّر رغم ذلك في أكثر من زمانٍ ومكان، ولا نراه يتراجع أو ينحسر.. وقتل النفس البريئة، هو جريمةٌ بكلِّ المعايير، مهما ارتدى الفاعل المجرم من عباءات دينية أو طائفية أو فكرية . فلا تغيير المجتمعات يصحّ بالعنف الدموي، ولا تحرير الأوطان يبرّر قتل الأبرياء، ولا الدفاع عن فكر متطرّف يكون بالقتل .

فالإرهاب هو تصرف معاد لله . وأي إنسان يحاول أن يبرر مثل هذه الأعمال يفشل فشلا ذريعا، حيث أن تعاليم الدين وروحه ترفض تماما تلك الأفعال التي هي على النقيض تماما من جوهر الدين . والقرآن يأمر المسلمين بالتصرف بالعدل والصبر والمثابرة عند وقوع المصيبة . ويبدو أن الإرهابيين لا يقيسون أفعالهم على أساس المبدأ الأساسي للإسلام وهو قدسية حياة كل إنسان. فإذا قتل إنسان آخر فكأنما أفسد الأرض وقتل الناس جميعا، وهو ما ذكر في القرآن ويتجاهله الإرهابيون بكل جحود وتعصب.

لقد فوجئنا  بخبر العمل الارهابي الجبان الذى وقع فى مسجد الروضة بمدينة العريش وخلف عددا كبيرا من الشهداء والمصابين الذين ذهبوا يؤدون صلاة الجمعة فى بيت الله آمنيين مطمئنين ، ولكن رفضت يد الارهاب ان تتركهم يؤدون عبادتهم بامن وطمانينة فقتلوهم غدرا وظلما وعدوانا ،،،، فليعلم هؤلاء القتلة والارهابيين ان الاسلام منهم براء وان المجتمع البشرى يرفضهم وينبذ اعمالهم الإجرامية ويلفظها ، وسوف يقتص الله لنا منهم يوم الحساب ويقفون على رؤس الاشهاد فى حسرة وندم بعد ان خسروا دنياهم واخراهم .،

ولا يمكن أن نلوم الدين على أخطاء أولئك الذين يقومون بأعمالهم البشعة مستخدمين اسم الدين وتعاليمه. لان هؤلاء الذين يدعون أنهم ملتزمون بتعاليم دينهم بكل صرامة هم فى الحقيقة أساءوا فهم نصوص الدين وفسروها بما يتناسب مع أهوائهم الخاصة البعيدة كل البعد عن تعاليم الاديان السماوية السمحاء .،

إن مثل تلك الاعمال الارهابية تجعلنا نقف متحدين كافراد ومؤسسات لمواجهتها لانها ليست قضية دفاع عن انفس فقط ولكنها قضية دفاع عن هوية وطنية ومبادئ دينية وتعاليم سماوية يسعى هؤلاء الارهابيون الى تضليلها بكل ما لديهم من قوة .
نسال الله ان يرحم شهداء الوطن وان يسكنهم فسيح جناته ويجعل وطننا امنا مطمئنا متعافيا من مثل تلك الافعال الاجرامية التى يرفضها الله ورسوله وذووا العقول الرشيدة .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.