الحرب مع الشيطان
بقلم /هناء هنتش
يقولون دائما عبارة اللعب مع الشيطان ، ولكنها في الحقيقة حرب وليست لعبة.
الانسان الذى يعيش حياته دون ان يدرك انه فى حرب مع الشيطان من وجهة نظرى معناه انه ربما سيعيش ويموت دون ان يدرك شئ .
اصحاب البصيرة يشاهدون معركتهم مع الشيطان واضحة جلية كانهم يشاهدون معركة حية .
واصحاب الضلال يهلكون انفسهم دون ان ينتبهوا ويراهم اصحاب البصيرة ياخذون الطعنة تلو الطعنة والركلة تلو الركلة ويسقطون ويقومون الى ان تأتيهم الضربة القاضية .
منهم من تكون نهايته مفجعه وطريقة تحطيمه وتدميره وإهلاكه جد مؤسفة جدا ومأساوية بكل المعانى والأساليب.
والمؤسف أن اكثرهم لا يعرفون الخصم ولا يعرفون من اين تأتيهم الطعنة ولا يدركون انهم هالكون.
الخصم شرس دموى لا يرحم والغافل لن يصمد ابدا .
والنهاية معروفة — والسيناريوهات تتكرر حرفيا كل لحظة .
واصحاب البصيرة أيضا لا تخلوا حياتهم بالمرة من المرارة و المعاناة فهم فى إنهاك دائم معركة حية ساخنة يخوضونها يعرفون خصمهم جيدا.
يتلقون الضربة الموجعة تارة ويفادونها.. تارة اخرى يسقطون ويقومون.. يخشون الهلاك يلجأون لله احيانا ويفشلون احيانا.
خسارتهم تكون اشد حسىرة وإيلاما لعلمهم بطرق الدفاع جيدا الا ان قلة التدريب والعمل قد تسقطهم سريعا .
الحرب شرسة طاحنة لا تخمد ، فترات الهدنة ليست طويلة ،تأتيهم الهجمة تلو الهجمة الى اخر نفس
لا تنتهى المعركة إلا بصعود الروح إلى بارئها إما منهزمة وإما منتصرة .
الحياة مع الحرب ليس بها مرح وليست مسلية انها قاسية وتحتاج الكثير من اليقظة والغلظة والحزم والاستعداد والعمل الدائم اوقات الراحة والتلذذ تختطف اختطافا .
قلة العزيمة … التقصير … الخمول … الغفلة .. الغرورر والاستهتار بقوة الخصم
كل هذا يعني الهزيمة امام عدو متربص يخطط للقضاء عليك منذ ميلادك .
عدو يعرف هدفه جيدا ، ويعرف كيف ومتى واين يضربك.
فان لم تكن محارب محنك متمرس جيدا لن تصمد طويلا .