الحكومة الإنتقالية في سوريا: تحديات وتطلعات يتصدرها محاسية مرتكبي التعذيب وإعادة الإعمار
كتب – هاني حسبو
بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية التي مزقت سوريا، بدأت مرحلة جديدة مع الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. ورغم أن هذه اللحظة تعتبر انتصارًا للقوى المعارضة، فإن التحديات التي تواجه سوريا الآن كبيرة ومعقدة، مما يتطلب جهودًا مشتركة لتحقيق الاستقرار والازدهار.
محاسبة الماضي وضمان العدالة
أكد قائد المعارضة السورية أبو محمد الجولاني أن العدالة ستأخذ مجراها بملاحقة جميع المتورطين في التعذيب أو القتل خلال فترة حكم الأسد. وفي بيان رسمي، شدد على ضرورة محاسبة ضباط الأمن والجيش المسؤولين عن الانتهاكات. هذه التصريحات تعكس التزامًا بتحقيق العدالة للضحايا مع تجنب الوقوع في دائرة العنف الانتقامي.
التحديات الاقتصادية وإعادة الإعمار
محمد البشير، رئيس الوزراء الانتقالي، وصف الوضع الاقتصادي السوري بالكارثي، حيث تعاني البلاد من نقص السيولة الأجنبية وانهيار العملة المحلية. كما أشار إلى أن إعادة إعمار سوريا ستكون مهمة شاقة بعد دمار مدن بأكملها وتشريد ملايين المواطنين.
مع ذلك، يطمح البشير إلى تبني نموذج السوق الحرة وإعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، مما قد يساعد على جذب الاستثمارات وتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.
الدور الدولي والمساعي الدبلوماسية
بينما يتواصل المسؤولون الأمريكيون مع المعارضة المسلحة، يظل المجتمع الدولي حذرًا تجاه هيئة تحرير الشام التي تقود هذه المرحلة الانتقالية. تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تؤكد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وضمان انتقال سياسي سلس.
آمال الشعب ومستقبل سوريا
في ظل هذه التحديات، تأمل القيادة الجديدة في إعادة ملايين اللاجئين وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. ومع ذلك، فإن النجاح يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية لتحقيق التنمية والعدالة.