الذكرى ال ١٨ لإستشهاد الدرة مشعل الإنتفاضة الثانية
بقلم الدكتور / محمد النجار
في مثل هذا اليوم الأحد، 30 من سبتمبرعام 2000،خرجت الرصاصات من ظهر الطفل..انها الذكرى السنوية الـ18 لاستشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، بعدما أطلق الاحتلال الإسرائيلي وابلًا من الرصاص نحوه هو ووالده، وقد وثقت عدسات الكاميرات العالمية هذه اللقطة للعالم، وأدّت إلى المساهمة في اشتعال الانتفاضة الثانية.
وقد جاءت لقطة استشهاد الطفل محمد الدرة، في ثاني يوم من الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي تخللت مظاهرات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في كافة مناطق فلسطين، في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة، احتجاجًا على اقتحام رئيس الحكومة الإسرائيليّة السابق، أرئيل شارون، للمسجد الأقصى المبارك، في تاريخ 28 سبتمبر عام 2000 المبارح محاطًا بمئات الجنود والشرطة لحمايته.
وبالرصاص قابلت قوات الاحتلال المتظاهرين ، مما أسفر عن استشهاد 4412، وإصابة 48322 آخرين، فيما قتل 1069 إسرائيليا وأصيب 4500 آخرين جراء المقاومة الشعبية التي تصدّى فيها الشعب الفلسطيني لجرائم الاحتلال.
وكان مشهد استشهاد محمد الدرة من أقسى ما رآه الناس عن جرائم إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى الثانية، إذ كان الطفل محمد يحاول بجسده الضعيف الاحتماء بوالده خلف حاجز إسمنتي منخفض، لم يحمهما من زخ الرصاص الذي أمطرهما به جنود الاحتلال.
ولم يكتف جنود الاحتلال اليهود بإصابة الطفل ووالده، بل أكملوا بتوجيه رصاصات أخرى نحو محمد خرجت من ظهره، وسقط على حضن أبيه واستشهد مباشرة بعدها. وبعدها صرخ الأب بالعبارة التي انتشرت انتشارًا واسعا “مات الولد، مات الولد”.
وحاول جيش الاحتلال التنصل من مسؤولية استشهاد محمد الدرة، ذلك بعد ان أصدرت الحكومة الإسرائيلية تقريرًا بذلك، بل وشككت باستشهاد الدرّة أصلا، واعتبرت الشريط المصوّر الذي يصوّر استشهاد الدرّة بأنه مفبرك وغير صحيح.
ولا تزال ملفات الشهداء الفلسطينيين، وبينهم آلاف الشهداء الاطفال، عالقة تنتظر أي تحرك للقصاص من القتلة وردع شرّهم المتمادي، ولكن محمد الدرة وغيره آلاف لا يزالون بالانتظار.