الفن والثقافة

السينما بين الفن والتجارة

كتب : مجدى يحيي خليفة

من المعروف أن للسينما شقين ،الأول فني وهو الخاص بالسيناريو والموضوع والمضمون والدراما التي يحويها الفيلم وكذلك الصورة وشريط الصوت والمؤثرات وكافة عناصر الاخراج . والثاني يسمي بالشق الاقتصادي او التجاري للفيلم ويشمل تسويق الفيلم وتوزيعه واستخدامه كسلعه تجاريه في سوق العرض والتوزيع يهدف هذا الشق الي تحقيق الارباح والمكاسب الماديه للمنتج او القائمون علي العمل السينمائي.

وتؤثر الظروف السياسيه التي تمر بها المجتمعات تاثيرا كبيرا علي الحالة الاقتصادية للمجتمع نفسه وبالتالي علي حركة البيع والشراء داخل السوق المحلي.

وباعتبار السينما سلعه تجاريه يهدف المنتج الي توزيعها وعرضها بالتالي استرداد التكاليف وتحقيق عائد مادي ولو بسيط ،فان فن السينما يتأثر تأثيرا مباشرة بالحالة الاقتصادية للمجتمع كالتضخم الاقتصادى وارتفاع الاسعار بما يمثله من عبء علي المواطن متوسط الدخل وبالتالي يصنع فجوه بين السينما والمواطن العادى مما يقلل حجم الافلام المعروضه بدور العرض حتي تختفي تماما في ظل حالة الكساد الاقتصادى.

ولأن السينما ليست وسيلة ترفيه وتسلية للجمهور فقط انما مصدر رزق ولقمة عيش الالاف من العاملين بها ،وبتوقف صناعة الافلام يقع هؤلاء العاملين بهذه الصناعة في قائمة العاطلين عن العمل نتيجة اختفاء المنتجين وصناع السينما اثناء هذه الظروف .

ويستغل بعض المنتجين ممن يسمون “بالمنتجين التجار” تلك الظروف الصعبة ويصطادون في الماء العكر بانتاج افلام رخيصه هابطه والتي تدعي بـ” افلام المقاولات” تلك النوعيه التي لا تهتم بمضمون ولا بحبكة الفيلم ولا بجودته . ويبدا في جذب العاملين المهرة لتركيب فيلم يحتوى علي عناصر الجذب للجمهور البسيط من عري مبتذل والفاظ خادشه وبعض الاغاني الشعبيه والمواقف السخيفه والتي تسمي حسب وصفهم “كوميديا الموقف” هذة النوعية من الافلام منخفضة التكاليف تعرض في دور العرض بدون منافسه لذلك تستحوذ علي شباك التذاكر مما يعود على المنتج  بمكسب مادى ضخم .. هذه الافلام موجه مباشرة لفئات الصنايعيه والحرفيين والشباب من الشريحة الشعبيه لتخاطب غرائزهم مباشرة دون تدخل العقل وبالتالي تؤثر فيهم ويتأثرون بها وتنهار القيم والاخلاقيات العامة لدى الشباب وطلاب المدارس المراهقين .

والسؤال المطروح : هل هذا المنتج رجل صالح في مجتمعه لانه انعش الصناعة وانقذ العاملين بها من البطاله؟! ام فاسد لانه يبني مكاسبه المادية علي حساب اخلاقيات المهنه ويستغل ظروف مجتمعه في توجيه افلامه للشباب ويدمرهم دون وعي وادراك وغياب الاهل ف التربيه والتوجيه ؟!.لان السينما اصبحت تساهم بشكل كبير في تشكيل وعي ووجدان الاجيال خاصة الصغيرة.

وتروح هذه الموجه من الافلام الهابطة عقب الظروف والاحوال السياسيه التي تسبب في عجز اقتصادى وتجاري وتقلب المزاج العام  كالتي ظهرت عقب ثورة 25يناير .

ولكي تنتظم احوال السينما  وتعود للازدهار لا بد أن تنتظم الاحوال السياسيه والاقتصادية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.