العيد…… غزة

بقلم أيقونة الاتزان / السفير د. أحمد سمير
بعد ساعات قليلة سوف يهل علينا عيد الفطر المبارك بكل مظاهره الجميلة من صلاة للعيد ولقاء الأهل والأحباب والأصدقاء وإبراز لقيمة صلة الرحم في هذه الأيام وولائم الإفطار وما تشتمل عليه من طعام لذيذ وسط سماعنا أغاني العيد الجميلة، كل هذا وأكثر في بلادنا اللهم زدها أمنا وأمانا ورفعة بين الأمم.
العيد بين الفرح والألم
ولكن لا ننسى في هذه الايام المباركة صلة الرحم التي أوصانا عليها الشرع اسلامياً وعربيًا وحق الجار الذي أوصي به رسول الله صل الله عليه وسلم ولن نجد أقرب من أهلنا في غزة حيث القربى والأخوة في الإسلام ونحن في خضم تلك الأفراح بالعيد أنى لنا أن نتجاهل تلك المشاهد القاسية على كل شريف والفاضحة لكل خسيس والتي تحدث لأهلنا في غزة.
غزة.. العيد بين الأنقاض
فكيف لي أن أهرب من تلك الفتاة الصغيرة التي تمر أمام عيني في مخيلتي وهي تسير حافيه القدمين ممزقة الملابس وسط دخان القذائف ورائحة الموتى ووجهها يختلط به البكاء والضحك فالبكاء لفقدها ابوها وأمها وأخوها وأختها وباقي أسرتها، تحت أنقاض بيتها حتى أصدقائها ما بين قتيل وجريح أو فاقد لذراع أو قدم
أما الضحك فهو للأمل أن يكون هذا العيد أخر أعياد الحزن وتعود بعدها لبيتها، حتى لو ركام، ولقبور أهلها، حتى لو حطام ولأصدقائها حتى ولو أرواحهم بداخل أجسادا بالية.
عيد غزة… حلم العودة
وفي وسط هذا الدمار، يرفرف بقايا علم فلسطين فوق المباني المهدمة، كأنه يصرخ بأن الأمل لا يموت، وأن العيد، رغم كل شيء، سيأتي.
وسط الدموع، بصوت يرتجف من الألم، وبقلب يصرخ بين الضلوع، تردد غزة:
العيد… غزة، وأجمل غزة
تجمع شمل قريب وبعيد
سعدنا بيها بيخليها ذكرى جميلة لكل شريف
حلمنا ليها ترجع لينا، ترد بقوة على كل خسيس
السفير د. أحمد سمير
عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة
السفير الأممي للشراكة المجتمعية
رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية