الغرفة رقم ٦

قصة قصيرة بقلم / عبير الحجار
بدور، ممرضة جديدة، كانت شغالة في الدور الخامس في مستشفى حكومي قديم في القاهرة. الدور ده شبه فاضي بالليل، والهدوء فيه مخنوق، والنور الأصفر بيخلي المكان شكله قديم ومرعب شوية.
في ليلة ورديتها، وهي بتلف على الغرف تتطمن على المرضى، لاحظت الغرفة رقم 6 مكتوب عليها إنها مقفولة للصيانة… لكن الباب كان مفتوح شويه.
قربت وبصت جوه، ولقت السرير متكوّر عليه بطانية والكرسي جنب السرير اتحرك لوحده. قلبها وقع من الخوف، طلعت وقفلت الباب، لكن بعد كام خطوة سمعت صوت الكرسي بيتسحب على الأرض.
بدور رجعت لمكتب التمريض وفتحت الملف القديم للغرفة، ولقت إنه كان مخصص لمريض اسمه سامي عبدالسلام، مريض نفسي، وكان عنده حادثة قتل في بيته قبل دخوله المستشفى. آخر يوم قبل اختفائه، الملاحظات مكتوبة: “المريض قال: أنا هخرج… بس مش لوحدي.”
بدور فضلت مرعوبة طول اليومين اللي بعدهم، وكل مرة تمر من جنب الغرفة، قلبها يدق بسرعة. وفي يوم، الممرضة سماح اتصلت بيها وقالت:
“بدور… الباب مفتوح والأنوار جوه منورة… والكرسي اتحرك لوحده.”
بدور شعرت برجليها بتسقع من الخوف، قالت:
“اقفلي الباب.”
بس سماح قالت:
“مش قادرة… فيه حد قاعد على الكرسي.”
بدور اضطرت ترجع تشوف بنفسها. لما قربت من الفتحة، شافت ظل شخص قاعد على الكرسي. دخلت شوية، الكرسي كان فاضي… بس حسّت بوجوده، كأن أثره لسه موجود في المكان.
بدور وسماح قرروا ماحدش يدخل الغرفة تاني، بس بدور بقيت كل ليلة تسمع خطوات خفيفة، كأن حد بيتحرك وراها، وبتحس ببرودة في رقبتها. أحلامها صارت كلها عن شخص ساكت قاعد على الكرسي، بيبص لها بصمت.
حتى لما حاولت تحكي لأي حد، محدش صدقها. المدير قال لها:
“ده مستشفى قديم، الأصوات دي عادية.”
بس بدور عارفة الحقيقة: سامي اختفى، والغرفة اختفت معاه… لكن أثره موجود… أي حد يقرب من الغرفة أو يسمع أي صوت غريب، يحس بيه… حقيقي وواقعي.
كل ليلة قبل ما تنام، تسمع: “الكرسي بيتحرك… حد مستنيك…”
عبير عبد السلام الحجار
كاتبة صحفية وإعلامية






