أراء وقراءات

المرايا المظلمة..

بقلم/خالدطلب عجلان

 

المرآه هي التي ترى فيها وجهك بكل تفاصيله ..

 

ترى محاسن وجهك ومساوئه ترى كل قبيح وكل جميل المريا تعكس الصورة كما هي ..

المرآيا لاتنحاز لا تجامل لاتخدع لا تنافق

المرآيا يثق الجميع فيها مهما تغيرت أشكالها وأنواعها وجودتها وثمنها فهي في النهاية تعكس صورة..

 

ولكن كيف توقفني في الظلام لأرى وجهي لن أري

وكيف والمرايا مظلمة أثق أنا هذا أنا وجهي جسدي هيئتي لا أثق..

 

لا أثق في مرايا مظلمة زاداها الظلمة عتمة وظلام دامس..

لا أثق الأن وذاد شكي ويأسي وحيرتي ودهشتي في صورتك في جودتك في صدقك..

 

رأيت كل مخجل في نفسي ولم تظهريه لي..

رأيت كل عيني تزرف بالدموع وأنتي تضحكي

رأيت من شرفة القطار ينتظر بلهفة بعد سنين عذاب وشقاء رؤيتة أطفاله الصغار ولم تظهري ما أرى..

رأيت الفقير والعامل والعجوز يحمل في فستان وجلباب وحافظة نقود هي كل حصيلة غربته ولم تظهري ما أرى ..

رأيت عمال الترحيلة وبائعي التمور ..

رأيت عبدالعال وقناوي وياسين وفرغل يحملون أمتعتهم فوق ظهورهم في جوال من آجل عملهم

 

رأيتهم جميعا جثث على ظهورهم رأيت الجريح والشهيد والمصاب رأيت الدموع تنذف بكل حسرة رأيت الرؤس منكسرة باكية شاكية..

رأيت هامات شامخة عالية تأبى أن تنحي ولكنها تحطمت..

رأيت القطار كما هو رأيت فكيف بمرايا كاذبة معتمة لما ترى ..

رأيت وحزنت كيف للمرايا المظلمة لم تنقل الصورة كما هي ..

 

أيتها المرايا المظلمة لم لا تظهري الصورة كما هي

 

هل كان لعبدالمتوكل وأيوب صابر ذنب لما حدث

 

أم كان ذنب سرحان وإهمال فيما جرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.