تأثير تغييرات منصة إكس على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية

منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، التي شهدت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ازدادت هجرة الصحفيين من منصة إكس (تويتر سابقًا). كانت هذه المنصة تُعتبر أداة أساسية لنقل الأخبار العاجلة ومتابعة الأحداث السياسية، ولكن بعد استحواذ إيلون ماسك عليها في أكتوبر 2022، تزايدت الانتقادات حول محتواها وإدارتها.
انسحاب المؤسسات الإعلامية من إكس
شهدت المنصة مغادرة العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى، مثل NPR وصحيفة “La Vanguardia” الإسبانية، بالإضافة إلى صحيفة “الجارديان” التي غادرت في نوفمبر 2022 بسبب تصاعد نظريات المؤامرة والمحتوى العنصري. وأدى تراجع تواجد الصحفيين إلى انخفاض وصول المستخدمين إلى الأخبار الموثوقة، ما أفسح المجال للمعلومات غير الموثوقة.
تغيرات منصة إكس وتأثيرها على الصحفيين
وفقًا لأليكس مهاديفان، مدير مبادرة MediaWise، كانت قوة تويتر تكمن في قدرته على نشر الأخبار بسرعة وتوفير مساحة للحوار المفتوح. لكن مع التغييرات الأخيرة، شهدت المنصة انخفاضًا في جودة المحتوى وتعديلًا في الخوارزميات حدَّ من انتشار الأخبار. كما ساهمت تصرفات ماسك وخطابه المثير للجدل في نفور الصحفيين.
إلغاء مجلس الثقة والأمان
بعد استحواذ ماسك، تم حل المجلس الذي كان يواجه المعلومات المضللة وخطاب الكراهية.
تغيير نظام التحقق
أصبحت “العلامة الزرقاء” متاحة لأي مشترك مدفوع، مما أدى إلى فقدانها لمصداقيتها.
تفضيل الحسابات المميزة
أُعطيت الأولوية في الظهور للمحتوى الصادر عن الحسابات المدفوعة.
مواقف الصحفيين تجاه المنصة
يرى الصحفي دان جيلمور أن منصة إكس أصبحت غير صالحة للاستخدام الصحفي منذ استحواذ ماسك، حيث تحولت إلى مساحة مثالية للمتطرفين اليمينيين. في المقابل، لا يزال بعض الصحفيين مثل جيك شيرمان يستخدمون المنصة بفعالية لنقل الأخبار السياسية في واشنطن.
قصص نجاح واستمرار بعض الصحفيين في استخدام إكس
على الرغم من التغييرات، لا تزال المنصة تضم أكثر من 600 مليون مستخدم يوميًا، وتُستخدم لمشاركة الأخبار السريعة والتفاعل مع الجمهور. استخدم الصحفي المستقل كين كليبنشتاين المنصة للترويج لمحتوياته على Substack، مما ساعده على زيادة عدد قرّائه.
البدائل المحتملة لمنصة إكس
مع مغادرة العديد من المستخدمين لمنصة إكس، ظهرت منصات بديلة مثل:
Bluesky
منصة أنشأها جاك دورسي، تتميز بالتحكم الأكبر في المحتوى وخيارات تخصيص موجز الأخبار.
Mastodon وThreads
منصات جذبت جمهورًا ليبراليًا يساري التوجه، بينما بقيت إكس ومنصة Truth Social قاعدة لليمين السياسي.
ويرى مهاديفان أن انقسام الجمهور بين المنصات المختلفة يعمّق الفجوة السياسية، مما يجعل الصحفيين في موقف صعب بين الاستمرار على إكس أو البحث عن بدائل.
الخاتمة
يبقى قرار البقاء أو مغادرة منصة إكس قرارًا شخصيًا للصحفيين، مع توفر طرق أخرى للوصول إلى الجمهور، مثل التلفزيون والخدمات الإخبارية عبر الإنترنت. وفي النهاية، تظل الحاجة إلى نشر المعلومات الموثوقة قائمة بغض النظر عن المنصة المستخدمة.