احدث الاخبار

ثورة رمضان الروحية (10) .. صيحة الله أكبر في عيد الفطر

بقلم / الدكتور محمد النجار 

شرع الله لعبادة التكتبير عند عند وداع شهر رمضان شرع الله لعباده التكبير ، قال الله تعالى (((وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)))البقرة158

والتكبير شرف لعبادة المؤمنين الذين يشعرون بكرامتهم وعزهم ، فلا كبير إلا الله ، والعباد كلهم سواء .

صيحة الله أكبر في العيد

إن صيحة الله أكبر هي شعار المسلمين في كل أنواع طاعة الله ، سواء كانت في الجهاد في سبيل الله ، أو كانت صيحة تعظيمه عند انتصار العدل على الظلم ، وصيحة التكبير “الله أكبر” في اليوم الذي اختاره الله فرحا للمسلمين يوم العيد .

وينبغي أن تكون صيحة كل مسلم عندما يرزقه الله بأي نعمة يفرح بها ..

إن صيحة الله أكبر هي إعلانٌ من المسلم بمَحبّته لله الكبير المتعال، وشعور المسلم بالعزة والكرامة والعلو عند تكبيره لله ..

وقت التكبير لعيد الفطر

يبدأ التكبير لعيد الفطر المبارك عند غروب شمس ليلة العيد، سواء علم المسلمون بعيد الفطر عند غروب شمس اليوم الأخير من رمضان ، أو عند إكمال الشهر ثلاثين يوماً .

وينتهي تكبير عيد الفطر إذا بدأ المسلمون في صلاة العيد .

وقال الشافعي في كتاب ((الأم))  :

إِذَا رَأَوْا هِلالَ شَوَّالٍ أَحْبَبْتُ أَنْ يُكَبِّرَ النَّاسُ جَمَاعَةً , وَفُرَادَى فِي الْمَسْجِدِ وَالأَسْوَاقِ , وَالطُّرُقِ , وَالْمَنَازِلِ , وَمُسَافِرِينَ , وَمُقِيمِينَ فِي كُلِّ حَالٍ , وَأَيْنَ كَانُوا , وَأَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ , وَلا يَزَالُونَ يُكَبِّرُونَ حَتَّى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى , وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حَتَّى يَخْرُجَ الإِمَامُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ . .

ثم روى عن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ وَأَبي سَلَمَةَ وَأَبي بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنهم كانوا يُكَبِّرُونَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ .

وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا كَانَا يَجْهَرَانِ بِالتَّكْبِيرِ حِينَ يَغْدُوَانِ إلَى الْمُصَلَّى.

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو إلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ إذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ فَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ ثُمَّ يُكَبِّرُ بِالْمُصَلَّى حَتَّى إذَا جَلَسَ الإِمَامُ تَرَكَ التَّكْبِيرَ اهـ باختصار. .  (كتاب الأم للإمام الشافعي ص265)

صيغة التكبير في العيد

وهذا التكبير سنة عند جمهور أهل العلم ، وهو سنة للرجال والنساء ، في المساجد والبيوت والأسواق

أما الرجال فيجهرون به ، وأما النساء فيسررن به بدون جهر ؛ لأن المرأة مأمورة بخفض صوتها . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(( إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ، ولتصفق النساء)) .

فالنساء يخفين التكبير والرجال يجهرون به .

وتوجد صيغ متعددة لتكبيرات العيد : منها :

  • الله أكبر ،الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ،الله أكبر ولله الحمد.
  • الله أكبر ،الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذُرّيّة سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا».

التكبير للرجال والنساء

التكبير سنة عند جمهور العلماء في المساجد والأسواق والبيوت ، وهو سنة للرجال والنساء .

ويجهر الرجال بالتكبير بينما النساء يكبرون سرا دون الجهر.

التصفيق للنساء عند التنبيه والتكبير

كان أبوبكر يصلي بالناس إماماً ، فحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصفق كثير من الرجال لتنبيه أبي بكر بحضور رسول الله حتى يتراجع من الإمامة في الصلاة ، ويتقدم النبي للصلاة إماما . فبعد أن انتهت الصلاة قال النبي :

  1. 1. (((مَالِي أَرَاكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ؟ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحْ؛ فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ. وَإِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ)) رواه البخاري 1218 ، والمحدث سهل بن سعد الساعدي .
  2. 2. ما لي رَأَيْتُكُمْ أكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ، مَن رَابَهُ شيءٌ في صَلَاتِهِ، فَلْيُسَبِّحْ فإنَّه إذَا سَبَّحَ التُفِتَ إلَيْهِ، وإنَّما التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ.

الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : البخاري 684

  1. 3. وعن أبي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
  2. 4. ((التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ)) أخرجه البخاري(1203 )،ومسلم(422)

وهذا يدل على المرأة مأمورة بخفض صوتها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

  1. 5. (( إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ، ولتصفق النساء)) .

فالرجال يجهرون به ، والنساء يخفين التكبير.

فالحمد لله على صيحة الإيمان “الله أكبر”  وحده لاشريك له على صيام وقيام شهر رمضان ، وعلى صيحة الايمان تهتز لها أركان السماوات والأرض ، وتعلو بها راية العلم والإيمان والإنسان .

د.محمد النجار

الأحد اول شوال 1443هـ

الموافق 2 مايو 2022م

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.