ثور…وساقية
بقلم/خالد طلب عجلان
مازال الثور في الساقية مغميا العينين لايرى
مازال الثور منذ الصباح وحتى المساء يدور
إعتقد الثور أن لسيره نهاية ولمطافه بداية وأنا الطريق إنتهى وأنا التعب زال وبعد الشقاء راحة
وبعد الجوع شبعة وبعد الدموع فرحة وبعد العناء هناء..
ظن ثوري وتركت الظنون له وتركت الأحلام له
فمنذ أعوام يحلم ولأني أغميت عينيه فهو لايرى..
ولكن يحس بضرب مبرح عندما يتكاسل أو يتوانى
أو يبطئ السير..
فالساقية بدون ثور لا تدور..
والأرض لن تحرث ولن تسقى بغير ثور.
أعوام مضت وأعوام أتية والثور يعجز
ولكن السياط خلفه يرعبه يجلده ينسيه هرمه وتعبه ومرضه
تعجز قدماه عن السير أحيانا يعرق يلهث يهرول..
يضعف من ماء الساقية ولكن بالصيط والضرب ..
يتعافى يتشافى يسرع يقوى يسقى كل عطشان..
أعوام وأعوام سنوات وثورى يظن أن للطريق نهاية
وللغمامة يوما تزاح عن عينيه ليرى النور ليرى الشمس مشرقة مضيئة
ظن أنه يوما سيرى وظننت معه ما ظن ..
ونسيت وحلمت وضحكت وفرحت ..
لكن الهاتف أيقظنى وبصوت هادئ حدثني
الثور للساقية خلق..
للثور حياة محسوبة وخطاه فى بضع أمتار معدودة
الثور يسقي ولايشرب الثور يموت ظمأن
أذا هلك الثور ذبحوه
وينسوا كل جميل منه
الثور يوما أغناكم من زرع يموت فرواه
الثور لم يبخل يوما بجهدا فى شمس فى برد ..
فى عيد في فرح كان يجر ساقيته لم يبخل يوما بجهده
عجبت لحاله وحزنت ..
لو علم الثور مافيه لذبح صغيرا فالذبح حتما أتيه