أخبار العالم

خيارات امريكا : ضرب ايران حقيقي ؟ أم حلب واستنزاف الخليج ؟

بقلم الدكتور / محمد النجار

رغم تحرك حاملات البوارج الامريكية العملاقة بما تحمله من أسلحة وعتاد ، ورغم هدير الطائرات الامريكية التي تجوب الاجواء الخليجية التي يقولون اصحابها انهم حلفاء استراتيجيون للولايات المتحدة الامريكية !
ورغم التحريض المباشر من زعماء الخليج الجدد “السعودية ومضاف اليها الامارات” أو “الإمارات ومضاف اليها السعودية” ودفع أكبر مبالغ في التاريخ من المليارات الدولارية النفطية الخليجية الى امريكا الرسمية ومثيلاتها من سماسرة اللوبي الصهيوني في امريكا للتحريض لضرب إيران وسحقها وازالتها من الوجود ، وهذا حلم خليجي أكيد”.
لذا اطرح سؤالا منطقيا غاية في الأهمية ؟
هل من مصلحة أمريكا والوسطاء المستفيدين أمثال “كوشنر” اليهودي الصهيوني صهر الرئيس الأمريكي ترامب .. ان يتم محاربة ايران ؟
وهل امريكا تنظر بالتقدير لدول الخليج لما لديها من ثروات البترول الهائلة ؟ أم تنظر بالتقدير لإيران التي سخرت عائدات بترولها وثرواتها لإعداد جيش قوي يصنع اسلحته بنفسه ودافع عن طائفته وزودهم بالمال والرجال والسلاح في العراق وسوريا واليمن ؟؟وقام اخيرا بإسقاط طائرة امريكية مسيرة اخترقت مجاله الجوي وأنذر طائرة امريكية اخرى كانت تحمل جنود واستجابت للإنذار وخرجت من المجال الجوي الايراني؟
هذا سؤال هام يحتاج اجابة من كل مسئول في دول الخليج والعالم العربي والاسلامي بل وكل عربي ومسلم .
وأرى إجابة لهذا السؤال أن امريكا تنظر لإيران من ناحيتين :
الناحية الاولى : أن استمرار وجود ايران القوية المخيفة والمرعبة لدول الخليج يحقق لأمريكا مصلحة اقتصادية كبرى دون أي تكلفة ، فلو ان ايران اختفت من الوجود، كيف ستحصل امريكا على تلك المليارات الضخمة التي لو أنفقت على العالم العربي كله لأغنته من الفقر ، ونقلته من الضعف الى القوة ؟ فإيران سبب رئيسي لوجود امريكا في الخليج لتحلب أموالهم دون أن تطلق رصاصة واحدة ، ودون أن تفقد جندي امريكي واحد.
الناحية الثانية : أن ايران تحقق هدف استراتيجي هام لأمريكا واسرائيل حليفتها الحقيقية في المنطقة ، حيث أن عناصر قوة المسلمين المعادية لإسرائيل بشكل حقيقي تتمثل في المسلمين السُنة ، وان امتلاكهم أي قوة حاليا أو مستقبلا سوف يستخدمونها حاليا أو مستقبلا ضد اسرائيل المُغتصِبة لفلسطين ومسرى نبيهم ومسجدهم الاقصى . وأن ايران هي العدو الحقيقي لأهل السُنة ، ووجودها قوية في المنطقة يحقق لامريكا واسرائيل واعوانهم الصهاينة بما فيهم الصهاينة العرب هدفا استراتيجيا هو محاربة اهل السنة وتفتيت وحدتهم وتشتيت شملهم واستنزاف ثرواتهم بما يضمن بقاء اسرائيل آمنة مطمئنة من ناحية ،كما يضمن ضخ البترول وثروة دول أهل السُنة لامريكا واسرائيل بالاسعار الرخيصة ودون ان تستفيد هذه الدول استراتيجيا من ثرواتها ، وبما يضمن تخلف هذه الدول وانحدارها بعد نفاد الثروة البترولية التي لا تقدر سوى بعشرات السنوات .
وبالنظر الى تصريحات الرئيس الامريكي ترامب ضد ايران نراها مجرد تصريحات وفرقعات اعلامية مدفوعة الثمن من السعودية والامارات ، وكلما خفت حدة تلك التصريحات والفرقعات الاعلامية ، يدفعون من جديد من أجل تصريحات نارية لا تسمن ولاتغني من جوع .. وهكذا الاستنزاف لدول الخليج التي تستهلك ثرواتها بوتيرة سريعة جدا وربما تصل الى الفقر في تلك الموارد التي وهبها الله اياها دون أن تعمل حساب لمستقبل اجيالها القادمة .
والحقيقة المريبة ان دول الخليج بما وهبها الله من تلك الثروات النفطية الكامنة في الأرض ، لم تحاول في أي وقت مد ايديها للعالم الاسلامي من أجل إقامة وتطوير كيانات عسكرية ومصانع حربية تنتج معدات وأسلحة وذخائر تضمن لها استقلاليتها وحمايتها لدولهم واراضيهم ومقدساتهم ومجتمعاتهم ، كما تنتج أجيالا من ابنائها يستفيدون م الخبرات العسكرية والتقنية الحربية ، وانما اكتفت بدفع المليارات السنوية لمجرد الحماية الامريكية المتمثلة في الشرطي الامريكي ، وتفضيلها على محاولة صناعة حماية ذاتية محلية أو اسلامية ، وفضلت حماية أعدائها من غير المسلمين لها . وأصبحت تجني نتائج اختياراتها وتفضيلاتها ، وحتما سيكون القادم أخطر عليها . ولم تمد يدها للدول العربية و الاسلامية فقط لأعمال ربما يشوبها الفساد مثلما حدث مع ((رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب عبد الرزاق)) المتهم باختلاس وفساد وسرقة اربع مليارات ونصف دولار من الصندوق الماليزي حسب تصريح السلطات الامريكية واقامتها دعاوى فساد تخص الصندوق الماليزي، وكما قال النائب العام السويسري، مايكل لوبر، إن تحقيقاً جنائياً بشأن صندوق تنمية ماليزيا (1إم.دي.بي) كشف اختلاس نحو أربعة مليارات دولار، فيما يبدو من شركات حكومية ماليزية.
واكتشف رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في صفقات الفساد المالي وقضيته الاخيرة المشهورة وارتباطه بالسعودية والامارات .
وقد صرح سابقا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، بأن السعودية أهدت لرئيس الوزراء الماليزي 681 مليون دولار دون مقابل؟؟
فهل ماليزيا الغنية تحتاج الى هذا المال السعودي أو الخليجي ، ولماذا تم هذا في حساب رئيس الوزراء ولم يتم ايداعه في حساب الدولة في البنك المركزي الماليزي ؟
اخيرا .. لا أرى خلاص السعودية والامارات من ايران وفي نفس الوقت الخلاص من ابتزاز امريكا سوى بالتقارب الحقيقي النزيه بين دول الخليج والعالم الاسلامي بحكامه الصالحين دون المفسدين وعمل مشترك حقيقي اقتصادي واجتماعي وتقني وعسكري يتم من خلاله الاستثمار الانتاجي للشعوب المسلمة ، والاستثمار التسليحي الذي يحقق القوة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية بما يجعل دول العالم الاسلامي دولاً قوية ومُهابة لا تخضع للابتزاز والتفريط في الثروات كما لا تخضع للمخاوف سواء من ايران او اسرائيل وغيرها من اعداء الماضي والمستقبل ، وهذا يضمن لها تحرير ارادتها ، وحماية وتحرير مقدساتها وازدها ر شعوبها .
فهل سترى تلك المقترحات ومثيلاتها من يستمع لها ويجعلها محل التنفيذ ؟؟
اللهم هيئ للعالم العربي والاسلامي حكاما صالحين يعملون لصالح شعوبهم وأوطانهم ودينهم ومقدساتهم، عليك ياالله بالفاسدين والمفسدين والخلاص منهم ، ورد مقدسات المسلمين الى حوزتهم واحم المسجد الاقصى والحرمين الشريفين من أي اعتداء أو اختطاف من قوى الشر والعدوان والفساد والافساد .. اللهم امين
د.محمد النجار 22-06-2019م صباح السبت 18شوال1440هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.