رحلة في ذاكرة أبي
بقلم / مدحت مرسي
قال لي :
يابني :”أنفع الناس لك رجل مكنك الله من نفسه حتى تزرع فيها خيرا أو تصنع معروفا
فإنه نِعمَ العون لك على منفعتك وكمالك فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك وأكثر ”
يابني :”أضر الناس عليك من مَكنَ نفسه منك حتى تعصي الله فيه فإنه عون لك على مضرتك ونقصك ”
قال لي :
في عالم الوجود
ليس في الوجود الممكن سبب واحد مستقل ومنفرد بالتأثير فلكل سبب مؤثر يقابله سبب آخر ملازمه يمنع تأثيره
وفي العالم المعنوي
كتأثير الشمس على المخلوقات وكالحصول على الولد و..فهو موقوف على أسباب أخرى لا سبب واحد
ولذلك يابني اعلم أنه لا يستقل بالتأثير وحده دون توقف تأثيره على غيره إلا الله الواحد القهار
فلا ينبغي أن يرجى ولا يخاف غيره
ومن عظمة الله عزوجل “فهو مَفزَع و ملجأ أعدائه و أوليائه
فهو ينجي أعداءه من كُرب الدنيا وشدائدها هذا مثال للتربيه علمه ربنا لمحمد صلى الله عليه وسلم عن طريق مُعلِمه جبريل عليه السلام ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾
وأما أولياءه فينجيهم من كرب الدنيا و الآخرة وشدائدها
انتبه يا بني
إنه لما فزع إليه يونس عليه السلام وهو في الظلمات
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) نجاه منها
ولما فزع إليه فرعون
(حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)لم ينفه الفزع اللجوء إليه
(آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )
(آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)
لأن الإيمان عند المعاينة لا يًقبل
وهذه سنة الله في عباده
اللهم ارحم آبائنا ومعلمينا