الصراط المستقيم

صاحبــك القــرآن ” الجـــزء السادس”

 

 

 

 

في هذا الجزء تُبنى شخصية المسلم على أداء  الميثاق والعهد بحقهم، يتعلم أن الإسلام ليس بكلمة ولكنه عهد يلزم عليه الوفاء به. خُتم الجزء الخامس بالحديث عن المنافقين وحالهم والحث على التوبة من النفاق، فميثاق الإيمان أقوى المواثيق لذلك ابتدأ الجزء السادس بميثاق الحفاظ على الكلمة فلا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم!؛ وميثاق الإيمان بالرسل كلهم وعدم التفريق بينهم.

 

▫️ويبين الله في ذلك حال أهل الكتاب في التفريق بين الرسل ونقض الميثاق ليكون أمام المؤمنين مثالًا واضحًا جليًا على عاقبة نقض المواثيق! كفروا بنبي الله عيسى -عليه السلام- ورموا أمه الصديقة بالبهتان، سعوا في قتله وصلبه فرفعه الله إليه وأبطل كيدهم، أكل الربا

فكان عاقبة هذا الظلم ونقض الميثاق: طبع الله على قلوبهم، حرم الله عليهم طيبات قد كانت أحلت لهم.

 

▫️ثم بين الله للمؤمنين فضل الرسل وفضل منهجهم وأنهم أتوا بكلمة التوحيد كما أتى بها النبيﷺ حتى لا يكون في القلب شك في حال أن يبث عدوهم شبهات! ومع تبيان الحق للناس ودعوتهم لكلمة الإيمان أتى النداء لأهل الكتاب، لعلهم يتوبوا ويَفوا بميثاقهم مع الله!

 

▫️وتختم سورة النساء بنداء للناس بالإيمان والاعتصام بالله لتفتتح سورة المائدة بالنداء للمؤمنين الذين لبوا دعوة الإيمان بأن يفوا بالعقود التى يشترطها الإسلام، وفي الجزء ألوان عدة من العقود.

 

1⃣عقد الطاعة وأتباع أمر الله:

▫️اتباع أمر الله في الحلال والحرام {من آية 1: 5}، إن الله لم يترك لك شيئا إلا بيَّنه، بين حكمه من حلال وحرام، بين زمن تحليه وتحريمه فكيف للكافرين سبيل بمثل هذا الدين الذي لم يدع شيئًا لأعدائه!

 

▫️وبعد هذا الشوط من التحريم  يأتي سؤال بديهي ماذا أحل الله لنا؟ فتأتي الإجابة … الطيبات … فعليك أن توقن أن ما حرَّم الله عليك إلا خبيث وما أحل لك إلا طيبًا.

 

▫️وفي أثناء الحديث عن الحرام والحلال جاء الحديث عن الصلاة وحكم الوضوء وتيسيره بالتيمم وفي هذا إشارة إلى تمام النعمة، وأنه كما حكم لك ألا يدخل جوفك إلا طيبًا طاهرًا فهكذا حكم في جوارحك فما أراد إلا أن يطهرك!

 

▫️ثم يبين بصورة أخرى عقد طاعة أمر الله في الميثاق {من آية 7: 40}، فيوضح القرآن ثلاثة مواثيق:

1⃣ميثاق المؤمنين: بالسمع والطاعة، ذكر النعمة وشكرها، الوفاء بعهد الله، شهادة القسط، العدل حتى مع من ظلمني، تقوى الله في كل وقت وكل عمل. ثم بين عاقبة من يفى بالعهد وعاقبة من يكفر به!

 

2⃣ميثاق اليهود: بإقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الإيمان بالرسل كلهم وتعظيمهم ونصرتهم، الإنفاق في سبيل الله. ثم بين عاقبة من أتم الميثاق وبين أن الأكثرية منهم قد نقضوه!

 

3⃣ميثاق النصارى: وكان ميثاق النصرى أشبه بميثاق اليهود فهم مأمورون باتباع النبي الخاتم، فلما تركوا العمل بذلك، بين الله عاقبة أمرهم.

 

▫️فلما تكلم الله عن أهل الكتاب ومواثيقهم وبين لهم ما حرَّفه بعض علمائهم أتى دور الكلام معهم فبيَّن الله لهم فضل النبي ﷺ، فضل القرآن الكريم على سائر الكتب، تبيان بشرية نبي الله عيسى-عليه السلام- ودحض شبهة ألوهيته، دحض شبهة اليهود والنصارى أنهم على الحق!

 

▫️وبعدها يقص القرآن قصتين تبيان لعقد الطاعة في كل ما أمر الله به، سواء كان على لسان نبي كما يأتي في قصة موسى -عليه السلام- مع قومه أو أمر من الله تعالى بالتقوى كما يأتي في قصة ابني آدم.

 

2⃣عقد الحاكمية {من آية 40: 50}:

ومعنى هذا العقد أن يكن كل تحاكمنا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول اللهﷺ، لا تحاكم إلى سياسة غربية ولا أهواء فاسدة!

 

3⃣عقد الولاء والبراء {من آية 51:77}:

بعد أن بين الله للمؤمنين ما يتحاكمون له، وبين لهم أن جُل من سبقهم من الأمم نقضوا العهود فحذَّر من اتخاذهم أولياء وبيَّن أن عاقبة ذلك قد تصل إلى الارتداد عن الدين، فهم من اتخذوا دين الله لعبا ولهوا بكل أحكامه وشرائعه، وتجرأوا على الله بأبشع تجرأ غُلَّت أيديهم ولعنهم الله، ولو أنهم تحاكموا إلى كتبهم وأقاموها حق إقامتها لتسابقت إليهم خيرات الدنيا والآخرة ولكنهم أَبَوا، ولما كان جُل الكلام فيما سبق عن اليهود تعرض القرآن لتبيان عقيدة النصارى باختلاف طوائفها وما فيها من ضلال حتى لا يتصور أن ولايتهم أقل خطرا من ولاية اليهود!

 

4⃣عقد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {من آية78:81}:

ليعلم المؤمن أن ترك هذا العقد من الأمم السابقة أدى إلى لعنهم، فلما لعنوا وطبع على قلوبهم كانت ولايتهم للذين كفروا أقوى وعداوتهم للمسلمين أشد!

 

▫️تلك عقود الإسلام علمتها، وعلمت عاقبة من أتمها ومن أهملها فاختر لنفسك أي عاقبة تريد!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.