الفن والثقافة

صراخ داخل شرنقة.. قصة قصيرة

بقلم / عصام زايد

تعالي الصراخ في كل الأرجاء لاتدري من أي جهة يأتيها و كأنها مركزه و مصدره .. صوت إختلط بجلبة وصياح ونواح وضجيج ، دوي هائل من الحركة و التأوهات سيطر على المشهد لم تعد لديها القدرة على التفكير ،إنتابها الجمود حتي الجلوس ابتعد وهرب .. ماذا حدث هل من المهم أن تعرف .. إنها داخله و لاتدري كنهه .. تحركت بدفع الأبدان ، النظرات ذاهلة والإتجاه غير معلوم .

مات المعلم .. المرشد .. الأخ .. الزوج .. الأب .. مات و الشرنقة قد أحكم إغلاقها .. لاتدري أين دفن ؟ غاب فجأة صباح يوم وهكذا يأتيك الخبر .. مات السيد .. أخذوه منها وهي تراقب حركتهم وحركته .. عاشت في الحياة تراقب أدواره ومع كل دور يقوم به تزداد قوة الجدران التي يصنعها ليس حولها فقط بل حول كل من حولها .. أصبحوا ديدانا تأكل وتأكل وتأكل وعندما تحتاج لتغيير حياتها تتحرك صوب الشرنقة التي تنسجها حول نفسها

هو الحياة .. هو الحركة .. هو النظام .. هو الرغبة و الإحساس ..

هكذا كانت تشعر دوما .. وهو يملئ كل الأركان

النور يحيطها من كل مكان و عيونها قد تعودت على الظلمة في الأرجاء

الفراغ يضيق حولها و هي عاجزة عن ثقب الجدار

حاولت .. حاولت .. وأخيرا نجحت في الفرار

ولكنها ماتت لحظة إختيار الحياة

المفكر عصام زايد

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.