أراء وقراءاتالعالمالمجتمع

عقدة الكمال .. بقلم : الدكتورة منى هبره

الراحمون يرحمهم الرحمن ( الارشيف)

من منا لا ينظر الى نفسه على انه أحسن من الاخرين ؟!.
سؤال محرج ؟؟!!.
لنكن صادقين مع أنفسنا ولو لدقائق …….
نعم لن اعمم لأن في التعميم تشويه إلا أن عقده الكمال او الوصول للكمال شوهت حياه الكثيرين منا .
لو نظرنا الى رجل ناجح في حياته سنجد ان لديه اشياء هو ناجح فيها ، واشياء نرى أنها لا تروق لنا …… فورا يسقط من اعيننا
لماذا ؟!.
بكل بساطه لأنه أصبح من وجهة نظرنا ليس كاملا.
نريد الحصول على هدف في حياتنا نسعى إليه بكل ما اؤتينا من قوه ، نشحذ كامل هممنا ، وعندما يتحقق جزء منه لا نرضى ، وتبقى في ألسنتنا كلمه (لو ) لو كان كذا لكان افضل ؟؟!!.
ننظر إلى جميع فئات المجتمع سواء الدينيه ، ام المجتمعيه ونصنف أنفسنا على اننا نحن الأفضل !! لماذا ؟!.
لماذا ننظر الى انفسنا على أننا كاملين ؟!ونطلب من الاخرين أن يعاملونا على هذا الأساس ..بينما ننظر إلى الآخرين على أنهم غير كاملين ونعاملهم بطريقه النقص!!.
لنواجه أنفسنا بشيء من الحقيقه :
نحن نعطي أنفسنا الحق في أشياء ، ونحرمها على غيرنا والامر يتم بطريقه لا واعيه !!لماذا ؟!.
نطلب أن يعاملنا الاخرين بطريقه مهذبه ، وننزعج منهم عندما لا يكون هذا ، لا ننتبه إلى طريقه تعاملنا كيف تكون
نتشدق بالمثاليات كما نشاء وعندما نقع فيما نتشدق فيه نتصرف بطريقه معاكسه لما نقوله .
نطالب الآخرين بالمثاليه ، ولا ننتبه أننا غير مثاليين معهم .
نحن بشر ..خلقنا والضعف مركب فينا ولا يمكن أن نكون غير ذلك ، ونتعامل مع أنفسنا بأننا ضعفاء ومع غيرنا بأنهم يجب ان يكونوا كاملين .
كم أتعبتنا عقده الكمال والوصول إلى الكمال .بشقيها :تجاه ما نريده في الحياه ،، وما نطالب به الاخرين
لا نعترف بضعفنا بسهوله .
لا نعامل انفسنا على اننا بشر مركبون على الضعف .
وكما نحن مختلفون عن بعضنا البعض نحن مختلفون بنوعيه ضعفنا
ما أنا فيه ضعيف يختلف عن غيري.
أنا أرحم نفسي بمنطقه ضعفي لكني لا أرحم الآخرين بمناطق ضعفهم …

والسبب ؟!..
حقوقنا قائمه على الكمال ..
واجباتنا تجاه الاخر والمجتمع قائمه على النقص ونطالب بحقوقنا كامله !!.
أعامل نفسي بميزان ، وأعامل الآخر بميزان آخر !!.
ميزاني يقوم على الحصول على حقوقي كامله مع الأخذ بعين الاعتبار نوعيه ضعفي
وميزان الآخرين يقوم على الواجبات الكامله بدون النظر الى نوعيه ضعفهم
وأين الحل ؟!

الله خاطب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا :فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك..
هو الرسول الذي شهد له قومه بحسن الخلق يعلمه الله أن الرحمه التي وضعها في قلبه هي سبب اجتماع أصحابه عليه

الرحمه …….!!!!! لعلها الحل ….
الرحمه التي يجب أن تكون صله الوصل بيننا جميعا،
الرحمه مع ذواتنا فلا نطالبها بالكمال ،
الرحمه مع الاخرين ف نقدر ضعفهم ، ولا نطالبهم بالمثاليه ،
الرحمه مع المجتمع فنلتمس الاعذار ،
الرحمه مع الكائنات كلها من شجر ، وحيوان ، و حجر.

ألم تدخل الجنه بغي لأنها رحمت كلبا وسقته شربة ماء؟!!
رحمت عطش كلب أعزكم الله ف غُفر لها ….ودخلت الجنة…. أفلا يستحق الأمر أن نتراحم فيما بيننا .
أليس جميلا بل ومريحا أن نتراحم فنعذر ، ونتلاطف في القول والعمل ونتغافل عن ردود أفعال الآخرين ،
الرحمه في تواصلنا ، الرحمه في تعاملنا مع انفسنا ومع غيرنا
الرحمه لكل من حولنا .
ويبقى السؤال :
الى أي مدى يمكن أن تتوسع القلوب بالرحمه في علاقاتنا وفي قيمنا وفي تعاملنا مع بعضنا البعض ؟؟.
إلى أي مدى سنرحم انفسنا من عقده الكمال التي افسدت حياتنا ك اشخاص وتعاملاتنا ك مجتمع ؟؟.
أعتقد انه لابد من وقفه مع النفس بضرورة الإعتراف أن مكافحتنا للوصول إلى الكمال في كل شيء قد هدّ قوانا ، وقد أزعج سعادتنا……. فالرفق : الرفق في أنفسنا ، وفيمن حولنا .

إن حاجتنا إلى علاقات متزنة ومتوازنه مع الآخرين أيضا تحتاج إلى إعادة النظر في تعاملنا معهم ضمن منهج التغافل ، والتراحم مع المحبه
لا تكتمل سعاده انسان إلا بالرضى بما قدر له دون طلب الكمال ، و متانة علاقاته مع الآخرين سر من أسرار الحياة الهانئه والمريحة  ،فالحياه من دون الآخر ليس لها طعم ولا نكهه ، والألفة  من حولنا زياده في طول العمر

ولنتذكر دائما أن السعة في القلوب والصدور هي سعة الحياه .

#حياه
#جمال
#وعي

#د.منى _هبره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.