قراءة فى خطاب السيسى عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية

بقلم / كامل السيد

أرسى الحوار الوطنى حرية تداول الرأى والرأى الآخر وإمكانية الخروج برأى توافقى وأثبت امكانية التعايش بين المؤيدين والمعارضين والحكومة ، وأن المعارضة الوطنية جزء هام من الحياة السياسية لاغنى عنها مما إنعكس أثره على الانتخابات الرئاسية حيث عرض المرشحون الثلاثة برامجهم الانتخابية برؤى سياسية وفكرية متنوعة ومختلفة مع السياسات القائمة بدرجات متفاوتة ببن رؤية اشتراكية وأخرى رأسمالية تم تداولها فى الاعلام وفى مؤتمرات انتخابية بحرية تامة دون مضايقات أمنية أو جماهيرية استمع إليهم الناس بحرية حيث أفرزت الانتخابات الرئاسية تنوعا فى الأفكار والرؤى ناتج عن تنوع المرشحين واتجاهاتهم السياسية يمهد الطريق امام حالة سياسية مفعمة بالحيوية والتنوع دون أن تؤدى لاضطرابات أو مشاكل جماهيرية وقد كان المرشحون فى مواجهة السيسى حزبيين وهو تأكيد لما ذكره الدستور أن الحياة السياسية فى مصر قائمة على التعددية الحزبية وأكد على أهمية تنشيط الحياة الحزبية لخلق حياة ديموقراطية سليمة ففى مصر ١٠٤ حزب منها ١٤ حزبا ممثلة فى البرلمان لكن ليس بينهم حزب أغلبية حقيقى يتمتع بالنضج السياسى يضم عقولا مفكرة وكوادر بسمعة طيبة مما يؤدى لتواجد أحزاب معارضة قوية تساعد تنشيط الحياة السياسية .

وبعد اعلان النتيجة حرص السيسى على الالتقاء بمنافسيه فى الانتخابات الرئاسية فى تقليد يرسى قواعد التنوع والاختلاف واحترام النتيجة ، وقد ألقى السيسى كلمة بعد اعلان النتيجة الرسمية احتوت على تعهدات وبرنامج عمل مستقبلى يتطلب تحويله إلى واقع ملموس من الحكومة وحزب الأغلبية تؤيدها أحزاب الموالاة ويخدم الاعلام على تلك القضايا حيث ورد فيها :

– سأكون صوت المصريين المدافع عنهم جميعا ، ومن ثم يجب أن تكون هناك وسائل سياسية للتعبير عن صوت الشعب المعبر عن مصالحهم ، وأنه سيتم وضع نتائج الحوار الوطنى التى تم التوافق عليها ورفعها للمختصين موضع التنفيذ لإظهار جدية الإلتزام بما وعد به الرئيس وجذب مزيد من التأييد الجماهيرى لفكرة الحوار الوطنى ونتائجه ودافعا ايجابيا للحوار حال إستكماله وتعزيز المشاركة الشعبية فى تناول شئون البلاد .

– بذل كل جهد ممكن للاستمرار فى بناء الجمهورية الجديدة وفق رؤية مشتركة للجميع لانشاء دولة مدنية ديموقراطية حديثة تجمع أبناءها فى اطار احترام الدستور والقانون .

– دولة تسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية قائمة على العلم والتكنولوجيا تحافظ على تراثها وهويتها الثقافية تضع بناء الإنسان فى مقدمة أولوياتها مما يبرز قضية ترتيب الأولويات وبزوغ أهمية التعليم والصحة والتوجه للإنتاج لتوفير حياة كريمة لمواطنيها .

– دولة تتسلح بكل عوامل القوة الشاملة للحفاظ على أمنها القومى .

اري ان الرئيس السييسي ربط بين سعيه لإرضاء ربه وتحقيق آمال شعبه وأن المواطن المصرى هو بطل مواجهة التحديات على كافة المستويات وفى مقدمتها مايحدث فى غزة على اعتبار أن القضية الفلسطينية قضية مصرية وهو ماعبر عنه المصريون فى خروجهم للتصويت بكثافة تعبيرا عن رفضهم لهذه الحرب الغير انسانية .وأكد أن المواطن المصرى هو بطل مواجهة تلك التحديات وفى مقدمتها الإرهاب والإصلاح الاقتصادى وآثاره .

كامل السيد 

امين حزب التجمع بالقليوبيه

خبير التأمينات الإجتماعية