أراء وقراءاتاحدث الاخبار

قوانين قراءة التاريخ ( 4 ) بقلم : عصام زايد

لفهم السنن الإلهية علينا تفعيل أدوات الوعي المبصر 

 

لماذا نختلف إختلاف كبير  في تفسير الواضح الجلي ؟ لماذا تصمت العقول أمام الإشارات الواضحة ؟،

لماذا لا نحسن التدبر والتفكر وقد أمرنا بهم في القرآن و السنة فرادي وجماعات؟.

عندما تختل و تضعف أدوات الوعي تظهر تلك الأمراض جليه يقول الله تعالي في سورة النحل “78”

(وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .

وجعل لكم

السمع

والأبصار

والأفئدة

هو الذي جعل لكم تلك الأدوات لتكون في مجملها وسيلة للتدبر والفهم والذي إن حدث فعلا وتولدت عنه الحركة الواعية سيكون الشكر بالباطن و الظاهر .

قال الألوسي رحمه الله ” أن الله تعالي جعل لكم هذه الآشياء آلات تحصلون بها العلم و المعرفة بأن تحسوا بمشاعركم جزئيات الأشياء و تدركوها بأفئدتكم – أي بعقولكم – وتنتبهوا لما بينها من المشاركات و المباينات بتكرير الإحساس فيحصل لكم علوم بديهية تتمكنون بالنظر فيها من تحصيل العلوم الكسبية.”

عندما أقرأ التاريخ بتفعيل السمع أنصت لحركته الماضية وبتفعيل الفؤاد أعقل أسباب صعوده و تفلته وبالبصيرة أضع خطوتي القادمة

لن تحدث تلك القراءة المبصرة إلا بتدريب السمع كيف يسمع؟ و العقل كيف يعقل؟ و البصيرة كيف تري؟.

إن سنة التدافع لن تتحرك حركة إيجابية إلا بالعلم فقد أوجدها الحق سبحانه و تعالي من أجل إعمار الكون و النفوس و نمو الحضارة و لن يستقيم الإعمار بدون إعلاء قيمة العلم الشامل المحيط الذي يعلي من قيمة التفاصيل بقدر إهتمامه بالكليات والذي تستوي داخله العلوم النفسيه بالعلوم التطبيقية فلاتوجد داخل هذا العلم المحيط علوم قمة و علوم قاع بل توجد ضفيرة تنسج من تضافر الجهود تتسلق عليها الحضارة .

( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج:40

ولولا التدافع المبني على العلم الواعي بحركة التاريخ لهدمت العقائد وإنحرفت الإنسانية وقانون النصرة الذي تقوم عليه الدافعية لن يتحرك إلا بمحاربة الجهل المستشري داخل الحركات الإسلامية أولا ثم تتولي هي القيادة المبصرة للأمة.

لا يمكن أن أتولي القيادة و أنا أجهل مبادئها ولا أتعلمهامن خلال محترفيها ولا أبذل الجهد في تطوير ملكاتي بلا تكبر أو إستعلاء

لا يمكن أن أتولي القيادة و لا أهتم بإنشاء المراكز البحثية وتكوين فرق عمل لها أداء محترف

لا يمكن أن أقود الحضارة و أنا غير مبصر بحركة العلوم الإنسانية و التي يتولد من خلالها طرق الإتصال الحديثة.

لا يمكن أن أكون إنسان الحضارة بدون أن أعي قراءة الزمن المحيط.

لا يمكن أن أمثل رقم صعب في معادلة الإنسانية دون أن يكون لدي الإنسان المعرفي .

قد أملك حملةالقرآن ومعلمي العقائد وحفظة السنن وكتبة التاريخ ولكن لايوجد عندي المواطن الذي يسير بكل هذا بين البسطاء فيحرك دافعيتهم الإيجابية للأمام.

وفي (سنة) الرسول ما يؤكد هذا المعنى؛ فقد صح عن رسول الله فيما ذكره ابن كثير في تفسيره عن زياد، أنه قال: (ذكر النبي شيئًا فقال: وذلك عند ذهاب العلم، قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرؤه أبناءنا وأبناؤنا يقرؤونه لأبنائهم إلى يوم القيامة؟ فقال: ثكلتك أمك يا بن لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيها بشيء.

المعادلة الصعبة اليوم تكمن في سرعة الحركة الإحترافية ، سرعة في الفكر و الفعل و إتخاذ القرار ولن أستطيع أن أجيد كل ذلك إلا من خلال تفعيل سنة الدافعية و قانونها العام هو العلم المحيط الواعي فكيف أملكه هذا هو التحدي.

عصام زايد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.