الصراط المستقيم

لماذا أسْلَمْت؟( 7) إسلام ابن أول رئيس لجنوب السودان المسيحي

بقلم / الدكتور محمد النجار

يتعجب المرء لأقدار الله التي تأتي بما يستحيله البشر ، فلا شئ يُعجز الله ، ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول كن..فيكون)) ، فقبل ساعات من إعلان انفصال جنوب السودان برئاسة سلفاكير ميارديت النصراني ، بعد مؤامرات الغرب سنوات طويلة ، ومساعدته للجنوب والزج بكثير من المشاكل بين الشمال والجنوب لتقسيم السودان أكثر من جزء  ، وقد تحقق للغرب وأعداء الأمة لهم مايريدون، وذلك بفصل جنوب السودان عن شماله ، والذي يمتلك أكثر من 70% من الثروة البترولية للسودان الموحد ،ويطالب معظم مسئوليه بإلغاء اللغة العربية  ، وجعل اللغة الانجليزية هي اللغة الرسمية .

وفي  9 يوليو عام 2011،  أول يوم لانفصال وتنصيب “سلفاكير النصراني”رئيس للجنوب ، تحدث مفارقات لم تكن في حسبان الشعوب وآلامها .

مفارقات سودانية عند تنصيب سلفاكير للجنوب

لماذا أسْلَمْت؟( 7) إسلام ابن أول رئيس لجنوب السودان المسيحي 6

1- زواج أخت سلفاكير من مسلم  في الشمال

بينما كانت الاستعدادات تجري لتنصيب “سلفاكير ميارديت” كأول حاكم مسيحيى لجنوب السودان المنفصل ، وإذ  بلقاء سوداني جامع قبل تنصيب  “سلفاكير” بيوم واحد ، يجمع عدداً من القبائل السودانية في الطابق الثاني بفندق برج الفاتح بالخرطوم ، وذلك في  أمسية زفاف أخت “سلفاكير” رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت (غير الشقيقة) من العريس الشمالي “عبدالواحد عبدالباقي إبراهيم” أحد أعيان قبيلة البطاحي  الذي طاف أرجاء الصالة مبشراً بيده اليمنى وممسكاً يد (عروسه الجنوبية) باليسرى، ليتبادل التهاني والرقص مع أهله وأهل زوجته مع الأغنيات السودانية التي تمايل مع فنانها (حسين الصادق) كل الحضور  .

2- إبن سلفاكير يشهر إسلامه في الخرطوم

ومن أقدار الله التي يتعجب لها الإنسان ولا يتوقعها ، أن يعلن ” إبن سلفاكير” إسلامه في قلب الخرطوم ، ويختار إسم نبي الإسلام “محمد” إسماً له بدلا من جون ، في نفس اليوم الذي تم تنصيب أبيه الحكم في الجنوب والإحتفال بإعلان قيام ‘جمهورية جنوب السودان النصرانية”المسيحية”.

والأعجب أن يقول: إنه يدعو أباه النصراني”سلفاكير ميارديت” إلى الإسلام .

تهليلات وتكبيرات  بإعتناق ابن سلفاكير للإسلام

فحينما  كانت الأوساط السياسية المسيحية في الدولة الوليدة “جنوب السودان” يستعدون للإحتفال “بتدشين دولة السودان الجنوبي المسيحي”، كانت أركان المسجد الكبير في عاصمة السودان الخرطوم ترتج تهليلا وتكبيراً بإعلان إعتناق ابن سيلفاكير للإسلام ، ونيته العودة إلى جنوب السودان للدعوة إلى الله فيها .

وقال جون سلفا “محمد”: إنه جاء من الجنوب ليعلن إسلامه في الخرطوم، داعيا والده أيضا إلى الإسلام. وذلك بعد ساعات من زفاف عمته على أحد أعيان قبيلة البطاحين العربية المسلمة في شمال السودان   .

من هو  ابن سلفاكير الذي أسلم

هو “جون”  أحد أبناء سلفاكير من زوجته الرابعة، إعتنق الإسلام ، وقام بتغيير اسمه إلى محمد، وهو متزوج ويعيش في منطقة ‘كيج’ بجنوب السودان  .

وقال جون سلفا : إنه جاء من الجنوب ليعلن إسلامه في الخرطوم، داعيا والده إلى الإسلام  .

ونقلت صحيفة ‘الانتباهة’ السودانية الصادرة السبت 9 يوليو/تموز 2011 عن جون قوله ‘لقد أسلمت لأنني أريد الجنة، وسأذهب إلى الجنوب وأعمل على نشر الإسلام هناك مع إخوتي المسلمين  .

ووفقا لما أوردته جريدة الأهرام القاهرية ، فقد أشهر أحد أبناء رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير إسلامه من داخل المسجد الكبير بالخرطوم    .

اعتراف دولي فوري بدولة جنوب السودان المسيحية

أُعلن الإنفصال رسميّاً في 9 يوليو 2011 م في حفل كبير في عاصمة الجنوب “جوبا” ،   بحضور الرئيس السوداني  وقتئذ عمر البشير ، ورئيس جنوب السودان سيلفا كير وعدد من زعماء الدول.

وأصبحت مدينة جوبا عاصمة لها، بعد أن تم اقتطاعها بمباركة دولية من دولة السودان.

وقد أعترفت مصر  بـ “جمهورية جنوب السودان”، وتبعتها عديد من دول العالم بعد قليل من بدء مراسم الاستقلال التي بدأت صباح السبت 9 يوليو/تموز 2011 بالاحتفال باستقلالها رسمياً عن السودان وسط مشاركة عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة ووفد مصري رفيع قام بتسليم خطاب رسمي بالاعتراف بالدولة الوليدة  .

لقد تم إعلان قيام دولة جنوب السودان الجديدة على “أنقاض السودان الموحد  ،وتولي سيلفاكير”لمسيحي ” رئاستها .ويمثل هذا الإعلان انتصارا وتتويجا لجهود الغرب الصليبي وإسرائيل الذي يستهدف إقامة مااسمته أمريكا بـ “الشرق الأوسط الكبير”    إنها  المخططات والمحاولات المضنية لتفتيت العالم العربي إلي مجموعة دويلات ضعيفة متفرقة ومتناحرة علي أساس عرقي وديني وطائفي ، وذلك لتكون “ربيبة الغرب” إسرئيل  اليد الطولي في المنطقة  ، تمهيداً لقيام “إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات” ، والسيطرة على مقدرات العالم العربي والإسلامي ، سواء المقدرات البشرية أو الموارد الطبيعية التي يمتلكها العرب والمسلمون وعلى رأسها الثروة البترولية والمواقع الاستراتيجية.

فهل يتناسى السودانيون جراح الإنفصال

فهل يجتمع شمل السودان من جديد رغم جراح الإنفصال ؟

وهل من فرقتهم مؤامرات السياسة ودسائسها لتمزيق البلاد ، هل ستجمعهم المصاهرات الاجتماعية والتراحم الديني والأخلاقي الذي دام بين الفصائل قرونا طويلة ؟؟

الإعتراف بأفغانستان المسلمة

هل يستفيد المسلمون من تك الأحداث ويعترفون بإفغانستان مثلما اعترفوا بجنوب السودان بهذه السرعة في نفس يوم إعلان قيامها ؟؟ويتعاونون لإنقاذ  أبنائها الذين حاربتهم روسيا ، ومن بعدها أمريكا عشرات السنين، وتركوا شعبها جوعى وعرايا يموتون من البرد والجهل والمرض ؟

وفقنا الله وكل العرب والمسلمين لإنقاذ إخوانهم وأوطانهم ومقدساتهم .

لماذا أسْلَمْت؟( 7) إسلام ابن أول رئيس لجنوب السودان المسيحي 7

د.محمد النجار 

الثلاثاء 8 فبراير 2022

الموافق 7 رجب 1443هـ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.