لم تأمن بيوت الله من الغدر والخيانة
بقلم : أمل سعد
لطالما نادت مصر مرارا وتكرارا بضرورة محاربة الارهاب واقتلاع جذوره ومحاربته بشتى الصور بداية من رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى لم يترك مؤتمرا محليا او دوليا الا ونبه على خطورة الارهاب وشره ، وكذلك شيخ الازهر الشريف الذى أكد فى جميع كلماته ومطالباته بضرورة اقتلاع الارهاب من جذوره وانه ليس لصيقا بالاسلام وتاتى جميع هذه المطالبات والنداءات بسبب خطورة ما يخلفه هذا الارهاب الغاشم من دمار وخراب ينال الارواح والانفس المطمئنة الآمنة التى دعا الله للحفاظ عليها وصيانتها
لقد استيقظ العالم صباح اليوم وقبيل صلاة الجمعة على عمل ارهابى اليم واعتداء حقير قام به ارهابي متعصب استباح الارواح والانفس التى حرم الله قتلها الا بالحق حيث قتل هذا الغادر اكثر من تسعة واربعين مصليا داخل احد مساجد نيوزيلندا صباح اليوم واصاب اكثر من عشرين جريحا .
هذا المتعصب الذى تعامل مع من يتعبدون لخالقهم وهم آمنون داخل بيوت الله على انهم مجرمون وجب قتلهم ، علما بان الاسلام هو اكثر دين نادى بحفظ الانفس واحترم جميع الديانات السماوية واعطاها الامان الكامل فى ظله يقول تعالى فى كتابه الكريم ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِالَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) سورة الممتحنة اية 8
وقد أصدر شيخ الازهر الشريف أ.د/ أحمد الطيب بيانا عقب هذا الحادث جاء فيه : تابعت ببالغ الألم والحزن أنباء الهجوم الإرهابيالذي استهدف المُصلِّين الآمنين في مسجدين بنيوزيلندا أثناء أداءصلاة الجمعة، وأسفر عن مصرع نحو 50 شخصًا وإصابة عددمماثل، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في مذبحةٍ مروعة اهتزت لهاالمشاعر والضمائر الحيَّة في أنحاء العالم؛ لما فيها من انتهاكٍ لحُرمةالدماء المعصومة، وسفكٍ لأرواحٍ بريئة طاهرة كانت تتضرَّعُ لربها فيخشوعٍ واطمئنان.
وتلك المذبحة “الارهابية الشنيعة“، التي حرص مُنفذوها على تصويرهاوبثِّها على الهواء للعالم كله، لا تختلف كثيرًا عن مشاهد قطع الرقابالمُروِّعة التي ارتكبتها عصاباتُ داعش الإجراميَّة، فهما فرعان لشجرةٍواحدة، رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف، ولعل الذين دأبوا علىإلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقَّفون عن ترديد هذه الأكذوبةبعد أن ثبت لكلِّ مُنصف مُتجرِّد من الغرَض والهوى أنَّ حادثة اليوم،بكل ما خلَّفته من آلامٍ شديدة القسوة، لم يكن من ورائها عقلٌ منتمٍللإسلام ولا للمسلمين، وإنَّما وراءها عقل بربري وهمجي متوحش، لانعرف ما هي دوافعه وعقيدته المنحرفة التي أوحت له بهذه الجريمةالنكراء.
ويتساءل شيخ الازهر: أما آنَ الأوان أن يكفَّ الناس شرقًا وغربًا عنترديد أكذوبة: “الإرهاب الإسلامي“؟
إنَّ ظاهرة الإسلاموفوبيا وتيَّارات العداء العنصري للأجانب والمُهاجرينفي الغرب لم تحظَ حتى الآن بالاهتمام الكافي، رغم خُطورتها وتحوُّلهافي كثيرٍ من الحالات لأعمالِ عُنفٍ وكراهيةٍ مَقِيتة، وهو ما يستوجبُسرعةَ التحرُّك الفاعل لتجريمها ومُحاصرتها ورفع أيِّ غطاءٍ سياسيٍّ أودينيٍّ عن أصحابها، مع بذل مزيدٍ من الجهد لتعزيز قِيَمِ التسامحوالتعايش والاندماج الإيجابي القائم على المساواة في الحقوقوالواجبات، واحترام الخصوصية الدينيَّة والثقافيَّة.
وفى ختام هذا البيان يتقدم شيخ الازهر الشريف بخالص التعازيوالمواساة لأسر الضحايا وذَوِيهم، ولكلِّ المسلمين في العالم ولذويالضمائر الحيَّة، داعيا المولى – سبحانه وتعالى – أن يتغمَّد الضحايابواسع رحمته، ويُدخلهم فسيح جناته، وأن يُنعِم على المصابين بالشفاءالعاجل، وأن يُعِيد لمَن روَّعتهم تلك المذبحةُ النكراءُ السكينةَوالطمأنينة.اللهم امين
نسأل الله تعالى ان يمن على ضحايا العمل الارهابي فى نيوزيلندا بالرحمة والمغفرة وان ينتقم من الارهاب ومنفذوه وداعموه وان يذيقهم جزاء فعلهم الآثم عذابا اليما فى الدنيا والآخرة.