الصراط المستقيم

ماذا يضير البخاري أن يكون ضريرا!!

أعده للنشر /هاني حسبو.

كتب الاستاذ فراج اسماعيل مقالا قصيرا على صفحته على فيسبوك يدافع فيه عن الامام البخاري رحمه الله حيث طعن فيه الطاعنون كونه كان ضريرا

أثبت الاستاذ فراج أنه قد ذهب بصره في صغره ثم رده الله عليه وأثبت بعد ذلك صحة ما قال بالأدلة فمع المقال الماتع:

 

كم من أفذاذ وعباقرة في المجالات العلمية والدينية كانوا لا يبصرون بعيونهم، لكن بصيرتهم وقادة وأتاهم الله الكثير من علمه. بعضهم رأيناهم رؤي العين او عاصرناهم، وكثير منهم قرأنا تاربخهم في الماضي.

لذلك شعرت بمدى وضاعة هذا المدعي للمشيخة بتقليله من علم وموثوقية صحيح الإمام البخاري رضي الله عنه، لأنه على حد زعمه كان ضريرا.

ومع أنه لا يوجد في كتب المؤرخين المعاصرين له ما يثبت هذا الزعم، سوى قول عابر بأنه فقد بصره في مقتبل حياته، ثم عاد إليه استجابة لدعاء أمه، التي رأت سيدنا ابراهيم في المنام وبشرها بذلك، لن أركز على هذا القول، فالتنويريون ومنهم شيخ الوزة والمزة لا يؤمنون أصلا بالغيبيات.

سأعتبره كان ضريرا كما يزعم، مع ان كثيرا من الشواهد التي كان يرويها رفيقه في الرحلات والإقامة تؤكد عكس ذلك، كأن يقوم في الليل ليشعل السراج ويدون بعض الأحاديث التي صححها.. فما المذمة والنقص أن يكون ضريرا؟!.

في عصرنا رأينا أئمة مثل ابن باز يحفظون الأحاديث وأسانيدها كأنهم يقرأون من كتاب مفتوح، واستمعت مرة في أحد المؤتمرات في مكة المكرمة إلى الإمام محمد الغزالي وهو بذكر حديثا ثم بتوقف ويسال ابن باز: هل هذا الحدبث صحيح يا مولانا، فيجيبه : نعم صحيح.

الإمام محمد بن اسماعيل البخاري طاف بمدن العلم الإسلامية التي عاش فيها أئمة الحديث لبسمع منهم، لم يترك حفظته المشاهير إلا وقابلهم من أقصى البلاد إلى أقصاها، وكان بتمتع بقدرة هائلة على الحفظ منذ صغره، حتى قيل إنه كان يحفظ 600 ألف حديث، لم يدون منها في صحيحه سوى أكثر قليلا من 7200 حديث، فقد كان يمتنع عن تدوين الأحاديث التي لا تنطبق عليها شروطه القاسية.

ربما يكون المحدث اليمني عبدالرزاق الصنعاني هو الوحيد الذي لم يقابله، إذ وهو يشد الرحال إلى صنعاء، أخبر بوفاته، ومع ذلك فإنه أخذ من تلاميذ الصنعاني كأحمد بن حنبل وعلي المديني وغيرهم.

16 عاما من المسير والسفر والبحث والتنقيب تساوي مئات شهادات الدكتوراة الحقيقية.

سألت الشيخ عبدالعزيز بن باز مرة فأملاني الإجابة، وكنت اكتفي في الحقيقة بكتابة عناصر منها، فإذا به بعد ان انتهى يطلب مني أنا اقرأ، فقد كان يتذكر من إحابته حتى مكان النقطة والفاصلة.

إذا كان الشيخ التنويري سيظل مصرا على أن الضرير لا يوثق في علمه، فما رأيه في طه حسين وعبدالحميد كشك صاحب تفاسير القرآن، وماذا عن سلطان مملكة تلاوة وترتيل القرآن الكريم محمد رفعت؟!

كفى هراء وتسطيحا للعقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.