الصراط المستقيم

ما حكم قراءة القرآن للجنب والحائض؟

كتبت / عزه السيد

س: ما حكم قراءة القرآن للجنب والحائض؟

أجاب الشيخ احمد فرج العالم بوزارة الاوقاف وقال ان قراءة القرآن من غير مسِّ المُصحف أو حَمْله بالنسبة للحائض والنفساء والجُنُب فيها رأيان: رأي بالمَنْع وهو لجمهور الفقهاء، ورأي بالجواز. واستدل على المنع بأدلة منها:

ما رواه أصحاب السُّنن عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان لا يَحْجُبه عن القراءة شي إلا الجَنَابة وصحح الترمذي هذا الحديث. وقال ابن حجر: إن بعضهم ضعَّف بعض رواته فهو من قبيل الحسن، ويصلح للاحتجاج به.

ما رواه أحمد وأبو يعلى عن علي أيضًا قال: رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ توضأ ثم قرأ شيئًا من القُرآن ثم قال “هكذا لمن ليس بجُنُب فأما الجُنُب فلا ولا آية” قال الهيثم: رجاله مُوَثَّقون، قال الشوكاني : فإن صحَّ هذا الحديث صلح للاستدلال على التحريم؛ لأن غايته أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترك القراءة حال الجَنَابة. ومثله لا يصح متمسكًا للكراهة فكيف يستدل به على التحريم؟

3 ـ ما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “لا يقرأ الجُنُب ولا الحائضُ شَيئًا من القُرآن” وقد ضُعِّف هذا الحديث.

والذين أجازوا القراءة للجُنُب، ومنهم داود، وابن حزم الظاهريان، استندوا إلى كتاب هِرَقْل الذي أرسله إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما رواه البخاري ومسلم ـ وكانت فيه آية (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ…) وهو وغيره ممن أُرْسِلَت إليه الكتب لا يتطهرون من الجَنَابَة. وذهب البخاري والطبري إلى ذلك. قال البخاري: لا بأس أن تقرأ الحائضُ الآيةَ ولم يَر ابنُ عباس بالقراءة للجُنُب بأسًا، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر الله على كلِّ حال.

قال الحافظ ابن حَجَر تعليقًا على هذا. لم يصح عند المُصنف ـ البخاري ـ شيء من الأحاديث الواردة في ذلك. أي في مَنْعِ الجُنُب والحائض من القراءة، وإن كان مجموع ما ورد في ذلك تقوم به الحُجَّة عند غيره، لكن أكثرها قابلٌ للتأويل. وذهب أبو حنيفة إلى قراءة ما دون الآية . وبعد عَرْض الرأيين أقول: إن أدلة المَنْع من القراءة للجُنُب قوية، ولا أرى جوازها إلا للضرورة القُصوى، كالاستدلال من القُرْآنِ عَلَى رأي في مجالِ النِّقاش مثلاً، وكقراءته لتأدية امتحان يترتب على عدم القراءة فيه ضَرر، وبالنسبة لما جاء في السؤال أرى أن تعتذر المُدَرِّسَة عن عدم القراءة وتؤجلها حتى تطهُر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.