كان والدأحمد محمد مخلوف حسنين (باشا) عالم أزهرى ، وتمكن من الحصول على توصية لأبنه أحمد من اللورد ميلر لإلحاقه بإحدى الجامعات البريطانية حيث تخرج من أكسفورد ثم تولى عدة وظائف منها مساعد مفتش بوزارة الداخلية ثم منتدباً لمفاوضة إيطاليا بشأن الحدود الغربية عام 1924 ثم أميناً للملك فؤاد عام1924كما تم انتدابه لملازمة ولى العهد فاروق في رحلته الدراسية بلندن في أكتوبر 1935 1940.
و شعرت والدة الملك فاروق ” نازلى” بأهميةاحمد حسنينبجوار ابنها الملك فاروق ، ثم تطورت العلاقة لإعجابها به لدرجة اناحمدحسنين (باشا) ذهب معها الى ابنها الملك فاروق وطلبا منه الموافقة على زواجهما . وتزوجا فعليا زواجا عرفيا ولم يكن الملك فاروق موافقآ على هذا الزواج ولا يربد الاعلان عنه سيارة لوري انجليزي تقتل احمد حسنين : اثناء عودةاحمد حسنين باشاالى منزله اصطدمت سيارة لوري انجليزي بسيارة أحمد حسنين فوق كوبري قصر النيل ، وتم نقله لمستشفى «الأنجلو أمريكان»بالجزيرة لقربه من مكان الحادث.. ولفظ انفاسه الاخيرة في المستشفى. عند وفاة “حسنين” أسرعالملك فاروق – وكان يرتدى بيجامة وفوقها (روب دى شامبر) وفى قدميه شبشب – أسرع بملابسه هذه واستقل إحدى سياراته إلى دار حسنين فى الدقى. ووقف الملك أمام جثمان حسنين رائده وأستاذه ومربيه ثم رئيس ديوانه ، ثم قال : «مسكين يا حسنين”
الملك يبحث عن وثيقة زواج امه
ثم سأل فورا عن مفاتيح مكتب حسنين، واخذ المفاتيح وفتح مكتباحمد حسنينوسارع الى إغلاق الباب وراءه .. وكان كل همه هو البحث عن أي مذكرات يكون حسنين قد كتبها عن زواجه بأمه ، ثم البحث عن عقد زواجه بأمه الملكة نازلى.. وعن أى أوراق مهمة أخرى قد يكون تركها حسنين وراءه. وبعد اسبوعين من وفاةاحمد حسنين ، ذهب الملك فاروق يزور أمه “نازلى” فى قصرها الذى ورثته عن أبيها فى الدقى ، ودخل عليها فى قاعة القصر الكبرى .. وتسمرت قدماه عند الباب، فقد رأى أمامه فى صدر القاعة صورة لأحمد حسنين بالحجم الطبيعى وقد جُللت بالسواد ، وكانت امه الملكة نازلي جالسة على الارض عند الصورة وحولها سيدات حاشيتها وخادمات القصر وجميعهن متشحات بالسواد. عشرون شيخ يقرأون ويدعون لحسنين: وكان عشرون شيخ على جانبى القاعة الكبيرة يتلون القرآن الكريم والأوراد ويدعون بالرحمة للراحل حسنين. تسمرت قدمي الملك عند باب القاعة، وقد وقف مندهشا ،ثم تحركت قدماه إلى حيث كانت أمه، وقال لها وهو يشير بيده إلى الصورة وإلى السيدات والمشايخ:«إيه ده كله؟! وعلشان إيه ده كله! مات.. خلاص مات.. فلزوم ده إيه؟!». انفجار الأم نازلى في وجه ابنها الملك فاروق: قامت الأم نازلى من جلستها على الارض ووقفت على قدميها وانفجرت في وجه ابنها الملك بأعلى صوت : «ده؟ ده اللى عملك راجل.. ده اللى حافظ لك على عرشك.. بكرة راح تشوف يجرى لك إيه..بعد موت حسنين. وسخر الملك من كلمات أمه وهز كتفيه .. وانصرف الى قصره . كلمات نازلى ترن في اذن الملك بعد الانقلاب عليه : ربما كانت السماء مفتوحة لكلمات الام نازلى ، فما كانت إلا مدة قصيرة ، غادرت نازلى مصر إلى أوروبا للعلاج والراحة كما زعمت.. ثم كانت ثورة يوليو التي أطاحت بعرش الملك ، ولعل كلمات أمه كانت ترن في قلبه قبل أذنه وهو يتنازل عن العرش ((بكرة تشوف راح يجرى لك إيه بعد موت حسنين)). وهكذا تذخر العروش بالأسرار.. لكن سرعان ما تنكشف الأستار د.محمد النجار14-07-2018 السبت الاول من ذو القعدة 1439هجريآ
