مع القرآن في رمضان (17) القرآن معجزة الإسلام
بقلم / د.محمد صلاح شلبي
يرفض الإسلام الأدلة الحسية الموقوته ليقيم مكانها الأدلة الدائمة حيث المجال للعقل والعلم ،فرفض الأدلة التي تقهر الفكر وتخضع الأعناق بقهر اعجازها المادي ،ولعدم معرفتهم بسنة الله تلك وبطبيعة وظيفة الرسول تعنتوا في طلبهم واستكبروا في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا،ولو كانوا يطلبون الحق للحق لكفاهم ما أنزل الله من الكتاب .
إن معجزة الرسول ،صلى الله عليه وسلم الوحيدة التي أراد بها التحدي هي القرآن الكريم
﴿وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا (93) ﴾ سورة الإسراء.
وقد تمنى النبى محمد ،صلى الله عليه وسلم ،حدوث هذه المعجزات المادية متمنيا إسلام قومه فنزلت الآيات في سورة الأنعام
﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِیَ نَفَقࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمࣰا فِی ٱلسَّمَاۤءِ فَتَأۡتِیَهُم بِـَٔایَةࣲۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ﴾ [الأنعام ٣٥] فأعلمه الله أن منهج الإسلام غير ذلك ،فإن ضاق هو بهذا المنهج فليتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء ليأتيهم بما يقترحوا من تلك الآيات الحسية ،إن الله سبحانه يهذب هذا الحرص لدى النبي ،صلى الله عليه وسلم ،كعادة القرآن في تهذيب مواقفه وأعلمه أن أمر الآيات المادية مرجعه مشيئة الله وليس رغبتهم.
د.محمد صلاح شلبي
كاتب وباحث