نعم ولكن
بقلم مستشار التحرير/ محمد الخمَّارى
أسوءُ ما يقابلُ الإنسان أن يقع فى متاهات لا طائل لها ،وأن تكون أقصى طموحاته أن يمرَّ عليه يومُه بآلامه وهو فى حالةٍ يُرثَى لها . والأكثر سوء أن تكون حياتُه مسرحاً لغيره من صناع القرار الذين يلعبون لُعبة الأفعى ويعتبرون هذا المواطن البسيط ما هو إلا فأر تجارب تجرى عليه تجارب المعاملات الاقتصادية والعلاجية والزراعية وغيرها من أوجه الربح والمكاسب لذوي المصالح .
وفى النهاية نُزعتْ من هذا المواطن المكبوح الذي يلحس الثرى نعمةُ الاختيار. وأصبح كعرائس المولد بين أصابع لاعبيها . ولو أراد هذا المواطن الكحيان وسولت له نفسه ( الأمَّارة بالسوء ) أن يذهب لقضاء حاجةٍ له من مصالح الدولة ولم يكن له ظهيرٌ فى هذه المصلحة أو لا يملك مالاً للرشوة وقع تحت المقولة سيئة السمعة “فوت علينا بُكرة يا سيد” .وهذا لا يحدث إلا فى جمهورية عبد العال أو مملكة المطاريد الذي يديرها الموظف الفسكونيا الذى يضع قوانينه الخاصة التي يستغيث منها قاصدوها.
ومؤخرا ظهر على الساحة من ادَّعَى أنه علاء الدين بمصباحه العجيبِ الذي يبيع الوهم ،وأنه يملك مُلك سليمانَ أو عصا موسى. حتى إذا جاءت اللحظات الحاسمة للإيفاء بوعوده المعسولة ارتدى طاقية الإخفا التي سرقت من الفنان عبد المنعم إبراهيم في فيلم سر طاقية الإخفا.