هل أنت أعمى؟!
من اختيارات أ د. نادية حجازي نعمان
في أحد الأيام،
أعجب المصلين بكثرتهم في أحد المساجد، وكان الإمام أحمد ابن حنبل يرحمه الله إماما لذلك المسجد، فقالوا له:
تخيل يا إمام كم عدد المصلين؟
فقال: لا أحد.
ومن هول المفاجئة لجوابه، قال له أحدهم:
هل أنت أعمى..؟!
وكأن سؤاله هذا فيه قلة أدب، وقلة احترام..!
لكن الإمام أحمد أجابهم:
*● الأعمى .. من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل..
*● الأعمى .. من توجه للقبلة ، وأدار ظهره للأيتام والفقراء..
*● الأعمى .. من سجد لله، وتكبر على عباده ..
*● الأعمى .. من كان في صف المصلين الأول في المسجد .. ولكنه غاب عن صفوف الجياع، وقول الحق .
*● الأعمى .. من تصدق يوما، وهو قادر أن يتصدق دوما .
*● الأعمى .. من صام عن الطعام، ولم يصم عن الحرام ..
*● الأعمى .. من طاف بالبيت الحرام، ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة العوز
*● الأعمى .. من رفع الأذان، ولم يرفع أبويه .
*● الأعمى .. من صلى وصام، ثم غش في بيعه وشرائه .
*● الأعمى .. من قام بين يدي الله، وقلبه يحمل حقدا، وكرها، وبغضا، واحتقارا، لإخوانه المسلمين .
*● الأعمى .. من كان هناك انفصام بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته .
*● الأعمى .. من صلى وسجد وصام، وهو يظلم ويناصر الظلم .
*● الأعمى .. من صلى، ولم ينتفع بصلاته..
*● الأعمى .. من أخذ من الدين بعضه، وترك بعضه..
ؤصدق إذ يقول:
(ومن كان في هذه أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)
ولبلاغة الرد، ساد الصمت الجميع، فلا يخلو أحد من نقص أو ذنب.
*كل واحد فينا يعيد قراءتها، ويصدق مع نفسه فيما هو اعمي فيه.
*اللهم نور بصائرنا و أجعل اللهم ما نعلمه حجة لنا لا علينا