الصراط المستقيم

خادم المجاهدين

 

عندما وجد هارون الرشيد في جيشه الكثير من المجاهدين يرفضون تسجيل أسمائهم في دواوين مرتبات وعطايا الجنود حتى يكون جهادهم خالصا لوجه الله تعالى، وأن لهؤلاء العظماء آباء وأمهات وزوجات وأبناء يحتاجون للنفقة والرعاية أثناء غياب عائلهم عنهم فكر في شئ رائع.

كان المجاهد منهم يجاهد فترة ويعمل فترة أخرى ليعول نفسه وأهله .. ووجد الرشيد أن هذا لا يكفي المجاهد ومن يعولهم وأنه من الممكن أن ينشغل باحتياجات أهله أثناء جهاده .

فقام الرشيد بإعطاء أمر إلى عماله وولاته برعاية من يجدوه محتاج اي إعانة من أسر هؤلاء المجاهدين بعد أن أرسل هارون لهم جميع المعلومات عنهم وكان قد طلب جمعها بشكل سري من قائد جيشه حميد بن معيوف.

ورغبة من الرشيد في المشاركة في خدمة هؤلاء الأبطال قام بالنزول ليلا إلى بيوت اسرهم وهو متخفي في ملابس عامة الناس وقام بإعطاء المكرمات والعطايا والهدايا لأسرهم حتى اشتهر بين الناس بخادم المجاهدين .

ثم أوصى عماله برعايتهم حق رعاية أثناء غياب ذويهم في ميدان الجهاد والشرف.

وعندما زار هارون بعض الاسر بشكل علني سأل :

هل ينقصكم شيء نقدمه لكم ؟

فرد عليه الجميع أنه يأتينا رجل صالح نسميه خادم المجاهدين ويعطينا كل ما نحتاج حتى العطر والدهن أهداه لنا .

فابتسم الرشيد بهذه التسمية وسر بها ثم قال لقائد جنده معيوف :

هذا أشرف لقب قيل لي في حياتي وأسأل الله أن القاه به وأن أنادى به يوم القيامة .

فأين هذه السيرة العطرة لهارون الرشيد المجاهد من سيرته التي رأيناها في الإعلام المشبوه التي صورته مولعا بالنساء  ؟!!.

من اختيارات الكاتب الصحفي محمد يوسف رزين 

مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.