المرجيحة
بقلم / محمد الخمارى
كانت ومازالت عنواناً للرفاهية قديماً وحديثاً، بها نُسكت صُراخ الصغار ونفر من غضب وويلات الكبار.
هى أقوى من محكمى العالم لفض المنازعات بين الزوج والزوجة، هى دليل محبةِ بين ربِّ الأسرة وأولاده وزوجته، هى بريد عشقٍ بين المتحابيبن، هى أيضاً دليلً على الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد.
من مًلَكَ مرجيحةً في بيته أصبح من الطبقة العليا فى المجتمع.
صارت المرجيحة حُلماً للفقراء والبسطاء.
اجتهد كثير من الناس بمختلف السبل سواءً المشروعة أو غير المشروعة المهم عندهم اقتناء المرجيحة.
ضاعت الأوطان وانتُهكت محارمٌها، باعوا مجدهم وفرطوا فى ثروات أجدادهم، اتحدوا مع عدوهم، مزقوا وحدة الصفوف فى بلدانهم بكل أنانيةٍ وخِسَّةٍ، المهم اقتناء المرجيحة.
شباب كل طموحه أن يركب المرجيحة من غير جهد وعناء ومسئولية، دون النظر للمستقبل الحافل بالأمل والتفاؤل الذى ينتظرهم، يتبرؤن من اعراقهم وفخرهم، ألا ينتبهون أنهم يعيشون على أطهر بقاع الأرض (مصر) مجَّدها الإله فى كتبه، مصر قِبلة المغتربين، وملاذ المستضعفين، مصر جوهرة ثمينة مصونة.
أسفِى على شباب همهم سرقة ما يستطيعون من هذه الجوهرة الفريدة إلا قليلاً منهم، المهم عندهم اقتناء المرجيحة، أما آن لهم أن يرجعوا إلى أحضان ودفئ الأم العظيمة (مصر)، ويتركوا شعارهم (الشعب يريد أن يركب المرجيحة)!!!