بمناسبة يوم المرأة الاماراتية: لقاء بعنوان “المرأة هنا.. تاريخ وعطاء”
نظم اللقاء المكتب الثقافي والإعلامي بالتعاون مع مركز "حياكم اقربوا " للتراثيات
كتبت / حليمة الملا
في إطار احتفاء دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية، وضمن سلسلة برنامج صالون الشارقة الثقافي في دورته الحالية، نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة لقاء بعنوان “المرأة هنا.. تاريخ وعطاء” وذلك بالتعاون مع مركز “حياكم اقربوا” للتراثيات بمدينة خور فكان.
وجاءت الاحتفالية احتفاء بكوكبة مميزة من رائدات الفكر والعمل الثقافي والإجتماعي والإنساني والأدبي ومجالات أخرى منهن الباحثة الإجتماعية والخبيرة في التراث الشعبي فاطمة المغني، والدكتورة مريم بيشك أستاذ مساعد في علم اللغة، وبمشاركة الشاعرة مريم النقبي مسؤولة منتدى شاعرات الإمارات والملقبة ب (سجايا الروح)، وأدارت الجلسة رئيس المكتب الثقافي والإعلامي صالحة عبيد غابش مدير تحرير مجلة مرامي.
كما حضر الجلسة عدد من الرواد والمسؤولين في القطاعات المختلفة في المنطقة الشرقية، منهم الدكتور عبدالله الدرمكي، وعبدالله إبراهيم موسى، ومحمد الجوهري، وأحمد حسن النقبي، بالإضافة إلى عدد من سيدات المجتمع.
وهنأت رئيسة الجلسة صالحة غابش في مستهل حديثها القيادة الرشيدة في الدولة والقيادات النسائية بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا، مؤكدة على أهمية الدور الذي قامت به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات” و دعم سموها المستمر والمتميز لابنة الإمارات، حتى وصلتها لأعلى المستويات.
واستذكرت غابش بكل فخر واعتزاز القدوة والمثل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وماقدمت سموها للمرأة من جهود ودعم ساهم بشكل كبير في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكاسب التي تحظى بها الإماراتية، تتمناها المرأة في كثير من دول العالم.
ثم انتقلت بالحديث عن المرأة الإماراتية، وماحظيت بها من مكانة رفيعة ومقدرة، لتكون شريكاً رئيساً في الإنجاز والنهضة الشاملة التي نعيشها بدولة الإمارات وفي مختلف الميادين والمجالات.
وأشادت غابش بمركز “حياكم اقربوا” كونه أول مؤسسة وطنية تعنى بتدريب الحرف التراثية للأبناء لكافة الأعمار وأيضاً دورات تدريبية للسياح وجميع المقيمين في مجال العادات والتقاليد والسنع الإماراتي على أيدي خبراء إماراتيين.
واستعرضت الباحثة الإجتماعية فاطمة المغني مسيرتها التنموية في العمل المهني والتطوعي الإنساني والخيري، وتجربتها الثرية في المجالات المختلفة التي انخرطت فيها بمشوار الحياة، بدءاً من الدراسة بمراحلها المختلفة، والتأكيد على أهمية وجودها في أسرة احتوتها بشدة كون التعليم من أوليات هذه الأسرة، ووقوف الأشخاص المدعمين لها الأب والزوج والمؤثرين والملهمين بالنسبة لها، مثمنة جهود القيادة الرشيدة لها وللإماراتية بوجه عام، انطلاقاً من مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مروراً بأبنائه البررة حكام الإمارات، مشيدة بالدعم اللامحدود لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للمرأة الإمارتية التي حظيت بمنحها الفرصة كاملة لتحصيل العلم والمهارات المختلفة وكافة المعارف وفي شتى المجالات.
وقالت المغني..ولولا إيمان القيادة بأهمية دعم المرأة وتعليمها وتسليحها بالمعرفة وصقل قدراتها، ماكانت المرأة قد تمكنت من تحقيق هذا النجاح الكبير والمتميز في القطاعات كافة.
وأعربت المغني عن سعادتها الكبيرة بالإنجازات الكثيرة التي تحققت في ظل القائد الوالد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، وإن ماقدمه سموه من انجازات لكافة شرائح المجتمع وللمرأة على وجه خصوص، يثلج الصدر ويسعد القلب، وأن دعم سموه القوي للمرأة مكنها من أن تنجح وتتفوق في المجالات المختلفة وعلى كل الأصعدة.
واستعرضت الدكتورة مريم بيشك أستاذ مساعد في علم اللغة مسيرة المرأة وعطائها ومنجزاتها مؤكدة على أن جلسة واحدة وساعات قليلة لاتكفي للحديث عن هذه الإنجازات والمكتسبات.
لأن الإمارات قدمت الشيء الكثير، ومكاسب لاتعد ولاتحصى، وحصول المرأة على حقوقها كاملة غير منقوصة حفزها على المشاركة الكاملة في خدمة وطنها، وأسهمت التشريعات والقوانين التي أعطت المرأة كافة الحقوق دون التمييز بينها وبين الرجل جعلها متمكنة وريادية حاضرة في كل المجالات العملية والتنموية المستدامة.
وتطرقت الدكتورة بيشك إلى ثلاثة مراحل ومحطات في تصنيف مسيرة الإماراتية، وقالت: المحطة الأولى التي نرى من خلالها صورة تلك المرأة المثابرة والمكافحة والحكيمة التي حملت لقب مربية وطبيبة ورائدة أعمال بدون أن تتخرج من كليات، تلك المرأة التي وبدافع من احساسها بالمسؤولية استخدمت ذكاءها الفطري والطبيعي لتبتكر وتبدع، وأضافت: فبرغم شح الموارد وندرتها إلا أنها استطاعت أن تصنع النسيج والغذاء والدواء، وأصبحت خبيرة في توظيف موارد الطبيعة وعناصرها لإسعاد أسرتها، تلك هي المرأة التي تقف لها وبمنجزاتها إجلالا واحتراما، تلك المرأة التي أنتجت منظومة أخلاقية تحمل من القيم والتجارب الكثير مازلنا نسترشد بها كمصورة أخلاقية.
أما المحطة الثانية في مسيرة المرأة الإماراتية في المنطقة الشرقية على وجه التحديد قالت بيشك: هي المرأة المتعلمة التي نسجت حكايتها مع التعليم في المنطقة عندما قرر المغفور له الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة آنذاك أن تجلس الفتاة على كرسي التعليم مثلها مثل الفتى، وكانت المدارس التي أسست في نهاية الخمسينات وبداية الستينات مصدر اشعاع وتنوير، شكلت الوعي الأول للمجتمعات لتعليم بناتها، وشجع الأسر على تسجيل بناتهن.
أما المحطة الثالثة فتحدثت بيشك عن مرحلة التعليم العالي التي منحت للفتاة من خلال النظرة الاستباقية والجريئة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإنشاء جامعة الإمارات العربية المتحدة، فقط بعد مرور خمس سنوات على قيام إتحاد دولة الإمارات مردوده الفعلي على تعليم المرأة وتهيئتها لخلق جيل واع يستطيع المشاركة في مرحلة البناء.
كما أكدت على أهمية الصروح العلمية التي توالت فيما بعد ونصيب المرأة الأكبر في هذه الفرص، وتعد جامعة الشارقة في إمارة العلم والمعرفة والتربية والثقافة ممثلة بجامعة الشارقة والمدينة الجامعية صرحاً علمياً عملاقاً أسسها الحاكم المثقف والفكر المستنير الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ثم مالبث أن تواجدت بتوجيهات سموه الكريمة أفرعا للجامعة في كل مدن الإمارة.
وفي ختام الجلسة وبعد مداخلات الحضور والحاضرات وقراءة بعض الشهادات في حق المرأة الإماراتية ألقت الشاعرة مريم النقبي عدة قصائد تغنت بالوطن الإمارات والإنجازات، وإحدى قصائدها مهداة إلى إبنة الإمارات المتميزة الباحثة فاطمة المغني كونها تجسد نموذجاً رائعاً للمرأة الإماراتية بشكل خاص.