الفوضى وعلاقتها بالأزمات
بقلم / رمضان النجار
سؤال طرحه شاب يخشى على مصر من الوقوع فى فخ الفوضى، كحال الدول العربية التى أصابتها لعنة الفوضى. فأصبحت كما نراها دولا عمها الخراب وشعوب مشردة طريدة فى كل البلاد ومأساة لاحقتهم. فأغرقت صغارهم فى المياه ومات البعض منهم فى الخيام وتحت القصف وشدة البرد وظلم الإنسان لأخيه الإنسان . والسؤال هو: أستاذ رمضان هل نحن فى أمان ومصر بخير إلى أخر الزمان ؟
مصر تمرض لكنها لا تموت
والإجابة على السؤال من الواقع وليس الأمانى ، مصر دولة منحها الله بعض المميزات التى لا توجد فى كثير من شعوب العالم ،الميزة الأولى أنه شعب لا يتأثر بثقافة غير ثقافته التى تربى عليها فمصر تعرضت للإحتلال من عدة جنسيات لكن الشعب لم يتأثر بلغة المحتل أو ثقافته كما حدث مع دول أخرى تغيرت لغتهم وثقافتهم بلغة وثقافة المحتل . والميزة الثانية هى إرتباط هذا الشعب بالوطن والأرض فمهما غاب الإنسان عن وطنه فلابد من الحنين والعودة والإستقرار بين الأهل والأحباب .والميزة الثالثة أنه شعب صبور يثق فى كل الوعود التى قدمت له من أجل الإستقرار والإصلاح .
الأخطار التى تهدد إستقرار الوطن
ولكن كى أكون منصفا فإن كل ماسبق لايعطى ضمانه للإستقرار فى وجود بعض المشاكل التى يعانى منها المجتمع . وغالبا هى مواضيع تتعلق بالإقتصاد وتوقف بعض الأعمال التى كانت ولازالت تؤثر على قطاع كبير من الشعب المصرى . المشكلة الكبرى والتى يعانى منها عدد كبير من أفراد الشعب هو توقف الحكومة عن إصدار رخص المبانى فى مناطق داخل الحيز العمرانى ومأهولة بالسكان و فى الوقت الذى تصل فيه تكاليف رخصة المبانى فى هذه المناطق إلى ١٥٠ ألف جنيه للمنازل العادية خسرتها خزينة الدولة بالإضافة إلى أنها أثرت على قطاع كبير يعملون فى مجال البناء والإستثمار العقاري والأعمال المرتبطة بالنشاط العقارى . عدد كبير من المواطنين بلا عمل بسبب هذه القرارات المجحفة فى حق قطاع كبير من الشعب المصرى .
إنقطاع التيار الكهربائي وأثره على المجتمع
لايمكن لأى عاقل وأى مواطن يحب هذا الوطن ألا يعى جيدا أن هناك أزمة حقيقية فى توفير الغاز الطبيعى لمحطات توليد الكهرباء. لكن المواطن المتفهم لهذه الأمور لايستطيع أن يدرك لماذا لم تقدر الحكومة طبيعة الوقت والظروف التى يعيشها الأهالى هذه الأيام بسبب إمتحانات الثانوية العامة وحاجه الطلبة لوجود الكهرباء بصفة دائمة فى هذه الأوقات شديدة الحرارة . لماذا لم يكن هناك حل بديل للغاز الطبيعى كما تقوم بعض الدول بإستخدام الهيدروجين الأخضر الذى سبق وتكلمت عنه أن مصر ستصبح دولة رائدة فى انتاج الهيدرجين الأخضر. .لماذا لا توجد محطات بديلة تعمل بالفحم الذى تعد مصر من أكثر دول العالم إنتاجا للفحم وتصدر سنويا ٣٠ الف طن من الفحم النباتى . لماذا لم تتجة الدولة حتى الأن للطاقة النووية لتشغيل محطات الكهرباء .
هل هذه السلبيات مبرر لعمل فوضى فى مصر
كل هذه السلبيات وخلافها من السلبيات الموجودة داخل الدولة هى مدخل أعداء الوطن والخونة للمواطن البسيط الذى يتأثر بالإعلام المعادى الذى يركز على هذه السلبيات ليل نهار .ويجعل منها مادة خصبة للتأثير على المواطن ويدفعه دفعا للإستجابة للفوضى ونشرها فى المجتمع . لكن الشعب المصرى الواعى يدرك تماما أن الوطن أغلى من كل شئ وأن عليه أن يصبر ويحتسب حتى يتم حل هذه المشاكل والقضاء عليها نهائيا . المواطن المصرى يدرك تماما حجم الأخطار التى تواجه الدولة والتحديات التى تواجه الوطن والحدود المشتعلة هنا وهناك والبلاد التى غرقت فى الفوضى وآخرها السودان الشقيق الذى تمزق بسبب الصراع الدائر هناك الذى كان السبب الأصيل فيه ضعف الدولة بسبب الإعتصامات والإضرابات المتتالية التى أنهكت قدرة الجيش النظامى فى السودان .
مطلوب من الحكومة النظر بعين الإعتبار لمطالب الشعب المصرى وهى مطالب مشروعة متفق على مشروعيتها من كل طوائف الشعب المصرى وأهم طلب هو فتح مجال البناء من جديد وفتح تراخيص المبانى حتى تتوفر فرص العمل لجميع أفراد الشعب
حفظ الله مصر
رمضان عبد الفتاح النجار
كاتب وباحث
حفظ الله مصر وشعبها العظيم احسنت يا استاذ رمضان