احدث الاخبارفلسطين

الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: شراكة معلنة في حرب الإبادة على غزة

الفيتو الأمريكي يسقط مشروع إنساني ويكشف عجز مجلس الأمن 

 

✍️ تحليل إخباري – يكتبه محرر الشئون العربية 

في مشهد يعكس اختلال ميزان العدالة الدولية، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، رغم موافقة 14 دولة من أصل 15 على القرار. هذا الموقف الأمريكي لا يُقرأ فقط كعرقلة دبلوماسية، بل يُفسَّر على نطاق واسع بأنه شراكة سياسية وأخلاقية في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

فيتو أمريكا يسقط مشروع إنساني

مشروع القرار الذي قدمته الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، طالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ورفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية، وضمان توزيعها الآمن على سكان غزة. ورغم الإجماع الدولي، وقفت الولايات المتحدة منفردة لتُجهض القرار، في موقف وصفته جهات فلسطينية بأنه “ضوء أخضر لاستمرار المجازر”.

ردود فعل فلسطينية غاضبة

الرئاسة الفلسطينية أعربت عن أسفها واستغرابها من الموقف الأمريكي، مؤكدة أن الفيتو يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه، ويضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، بما فيها فتوى محكمة العدل الدولية التي دعت لوقف العدوان.
من جهتها، اعتبرت حركة “حماس” أن الفيتو الأمريكي يمثل “تواطؤًا سافرًا وشراكة كاملة في جريمة الإبادة الجماعية”، بينما وصفت حركة “المجاهدين” القرار بأنه “صك مفتوح لمزيد من التطهير العرقي”.

الموقف الأمريكي: تبريرات وازدواجية

المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، بررت الفيتو بأن “حماس هي من بدأت النزاع”، مؤكدة ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية، لكنها تجاهلت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. هذا التناقض في الخطاب يعكس ازدواجية المعايير، حيث تُمنح إسرائيل غطاءً سياسياً لمواصلة عملياتها العسكرية، بينما يُطلب من الفلسطينيين ضبط النفس تحت القصف.

المجتمع الدولي: صدمة وإدانة

الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ومن بينها الدنمارك والجزائر وكوريا الجنوبية، عبّرت عن قلقها من الوضع الإنساني المتدهور في غزة، مؤكدة أن المجاعة باتت “مؤكدة لا متوقعة”، وأن استمرار العمليات العسكرية يُعمّق معاناة المدنيين.

هل فقد مجلس الأمن مصداقيته؟

هذا الفيتو هو السادس الذي تستخدمه واشنطن منذ بدء الحرب على غزة، ما يطرح تساؤلات جدية حول فاعلية مجلس الأمن، وقدرته على حماية المدنيين، وفرض القانون الدولي. فحين تُصبح حياة الملايين رهينة قرار دولة واحدة، فإن المنظومة الدولية تُظهر عجزًا صارخًا أمام الغطرسة السياسية.

خاتمة: غزة تنزف… والعالم يصمت

بينما تُهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتُكتب وصايا الشهداء على جدران الركام، يواصل مجلس الأمن إصدار بيانات غير ملزمة، وتُواصل واشنطن حماية آلة القتل الإسرائيلية. وفي ظل هذا الواقع، يبدو أن العدالة الدولية باتت انتقائية، وأن الفيتو الأمريكي لم يعد مجرد أداة سياسية، بل سلاحًا يُستخدم ضد الإنسانية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى